something stupid
Until you think you have the time
To spend an evening with me
And if we go someplace to dance
I know that there's a chance
You won't be leaving with me
Then afterwards we drop into a quiet little place
And have a drink or two
And then I go and spoil it all
By saying something stupid
Like I love you
I can see it in your eyes
That you despise the same old lines
You heard the night before
And though it's just a line to you
For me it's true
And never seemed so right before
I practice every day to find some clever
lines to say
To make the meaning come through
But then I think I'll wait until the evening
gets late
And I'm alone with you
The time is right
Your perfume fills my head
The stars get red
And oh the night's so blue
And then I go and spoil it all
By saying something stupid
Like I love you
I love you...
هي المالديفز دي بيروحوها إزاي؟
عشرتآلاف كليك
رغم إنه شيء محزن فعلا كان بيملاني الدهشة والإعجاب برضه تجاه تحويل فكرة الظلم و القهر -لو ينفعل نقول ده-لحياة من خلال رسومات نهر إللي موجودة على جانب المدونة، أو الجايزة إللي اتعملت في ساقية الصاوي في الفن التشكيلي بأسم الشهيدة أو صدور رواية لأستاذ أسامة البحر من فترة ليست بالبعيدة.
في مناسبة تأبين حضرتها وفي مناسبة أخرى، قام محبين بعزف البيانو.
المدونة جمعت كل ما نُشر عن حادثة لوران، وما كتبه الدكتور علاء الأسواني و الأستاذ أحمد الخميسي و الأستاذة آمال الميرغني و الأستاذ مجدي مهنا (رحمه الله) والأستاذ عبد الحليم قنديل والكاتبة سهى زكي والأستاذة نهى الزيني وغيرهم- لتدعيم ملف لوران. عشان ما طولش عليكم
المدونة أهه:
http://monanahrnada.blogspot.com/
وحبيت أشير ليها في مدونتي تاني بمناسبة الخبر ده:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=276594
اللي اتنشر من شهر تقريبا
فاصل ونواصل
الجنة الآن ...6
1
لي تصورات عن الجنة: أشجار ورافة، تلال، نوافير وجداول ماء، فاكهة تتعدد ألوانها، وصبيان تحمل كؤوسا، أحمل واحدا منها بينما أنا جالسة على جزع شجرة ، بالأسفل أرى نهر. في الطريق إلى "سانت ماثيوس" مول، يسير الباص وسط غابات. أول مرة كنا نستوق في "كروجر" قالت لي "يانا" ، زميلتي من كازخزتان، إن هنا الجنة. معها حق، على مرمي بصري، برطمانات وعلب و زجاجات، الله وحده يعلم ما بها. قلت لها إني سأذهب إلى قسم الشكولاتة، على علبة البسكوت عبارة "محشو بشكولاتة النعناع" ، بجاورها "محشو بشكولاتة الفول السوداني". الممرات هنا واسعة. بحسابات بسيطة ، مساحة "كروجر" ثلاثة أضعاف "كرفور" المعادي، و مرة ونصف ضعف "كرفور" أسكندرية الصحراوي، اليوم أخذت جولة في الجزء القديم من "لويفل"، بيوت قديمة بالطوب الأحمر كما في متحف التحرير، تراسات بأعمدة، وحشائش وأزهار أينما مددت بصري.
كنت أسير ، فوجدت مررا، دلفت منه إلى حديقة تحيط بعدد من البيوت، الفيلا التي أمامي، لها سلم من ناحيتين، تذكرني بفيلا مرسومة في لوحة في بيت عمي في "العمرانية"، الفيلا تطل على نهر، في الليل. كنت وأنا صغيرة أطيل النظر للوحة. احدق في الظلام وأمي تحكي لي عن الحكايات التي تعرفها، الشاطر الحسن وذات الرداء الأحمر، يلتمع الياقوت والمرجان في كيس كبير من "الخيش". جميل أن يسير الواحد في خط مستقيم. يأخذه الفضول ناحية ممر صغير عن يمنيه، ليجد مشهدا بديعا، افتح يا سمسم، الجنة لن تكون سهلة، ستكون ملئية بممرات ، أظل أبد الدهر اكتشفها.
مررت على "المركز الإسلامي"، في ذات الطريق، قرأت ورقة مواعيد الصلاة المعلقة على الباب، خبطت على الباب، قابلني رجل عربي لا اذكر بلده، قال إنه مدير المركز. دعاني أن آتي يوم جمعة، مع أصدقائي، ويمكني أن أتغذى معهم. أعجبتني "قباب" الكنيسة في آخر الشارع؛ قريبة الشبة بالجوامع والبيوت القديمة في مصر. ضغطت على الزر كي أعبر الشارع. كنت أعيش في مصر و الآن في أمريكا، نفس الكرة الأرضية، لكن إحداهما أشبه بحلم: أما هناك أو هنا.
2
الحفلات كانت قد بدأت في "السيمينار الروم". أمامي بيتزا و بسكوت و فطيرة التفاح و مياة غاذية ونبيذ أحمر و"بوربون كنتاكي" و"ويسكي". أحب النبيذ الأحمر. في الكوباية البلاستيك، له لون قرمزي داكن، يكون على ملابس فتيات من الكاريبي ، أو ورقة شجر، أو فستان من "القطيفة" كان لجدتي. لا عجب أن اللون "النبيتي" يأتي من "النبيذ"؛ الصحراء صفراء، والبحر أزرق والشجر أخضر، فهل استخدمت اللغة العربية أيا من تلك الأشياء لوصف للون كما فعلت مع النبيذ، بصراحة اللون يبعث على الدفئ و يستحق كل الخير، نبيتي، نبيتي على طول الخط.
كنت مع ذلك –دوما- اختار اللون الشفاف، الأقل ضررا، في المياة الغاذية. تقع عيني على الفقاعات الصغيرة التي تلتصق بالكوب، أقول لنفسي إن الانتقال من اللون الشفاف إلى اللون النبيتي ليس بالأمر هين، تغيير في الاتجاه، يستلزم حدثا خارجيا، يؤثر على الأنا الداخلية، أن تطلب منى أمي- بملامح بريئة- أن اشتري عيش من الفرن، فبدلا أن أذهب بعدها للجامعة، اروح بصحبة أبي إلى القسم لتحرير محضر عن سرقة العيش، أن أعود بعد رحلة تركيا مقبلة على الحياة، أقول لنفسي إن في مصر أماكن حلوة برضه. أقف ما يزيد على ساعة يوم الجمعة على محطة الأتوبيس ، فاقرر العودة إلى البيت بخيبة الأمل. التقط طوبة من الأرض. احملها في يدي، أقول إني سألقيها في وجه أول خفيف دم يعاكس في الشارع، فلا أسمع كلمة، ربما لأن الشباب المصري لماح، ويقدر الإنسانيات ويفهم إنه في بعض الأحيان لا مجال للاستظراف.
تحدثت إلى أخي في التليفون، سألني عن "الويسكي" وما شابة، قلت له إنه فيه كل حاجة، لكني لم أجرب شيئا منها، تبعت الجملة بقولي إنه مفروض أجرب. لم يعلق، انتهت المكالمة، تذكرت صمت أخي بعدها، لماذا صمت؟ كان بإمكانه أن يعترض..يقول أي شيء.. هل مثلا يدرك أن من أراد أن يفعل شيئا سيفعله وأن الكلام لاجدوى منه؟ هل يعتبر الأمر حرية شخصية لا شأن له بها؟ أعجبني صمته على أية حال ، سمعت الجملة التي قلتها له عشرات المرات، صمته كان يدوي في أذني كشريط فاضي يدور في "استريو كاسيت". كنت أغفو، قلت إن الديموقراطية دي حلوة، عاملة زي الدباسة بتدبس الواحد، فككت التوكة من شعري، رفعت رأسي على المخدة...أخي هو أخي... لأن أمي هي أمي... حملت كأسا من المعدن... نهر يجري من تحتي...
ألف ليلة وليلة ..5
سيدات يغلقن المدخل، سيدة تنادي أسماء.. لوسمحتِ يا أستاذة، لوسمحتِ يا أستاذة.. مررت، على السلم سألت شاب عن الهيئة، صعدت الدرج، في السطح احترت أين أتجه، عبرت ممرا، ذكرني عبور الممرات بفيلم البريء، دخلت الكشك، خرجت منه وفي يدي كتابان، طوال الطريق إلى البيت، كنت ألوم نفسي.. كان لابد أن اعرف أن النسخ نفذت، على اعتبار أنها نزلت للجمهور من الأساس.
بعدها بأيام جاء إميل من السفارة الأمريكية يفيد بالموافقة النهائية على سفري من حكومة الولايات المتحدة. فكرت أني بحاجة إلى ملابس تعبر عن الثقافة التي أتيت منها، رحت كرداسة ذات مساء بصحبة والدتي، شفت جلاليب بديعة، أشكال وألوان، لكنني ترددت في الشراء، أنا لا ارتدي جلاليب، ولا أجدها فكرة صائبة أن أرتدي هناك شيئا لا أرتديه في بلدي.
ألف ليلة وليلة. تذكرت إني كنت قد لمحت بنطلون واسع (بأستك من تحت) في فترينة في محل في وسط البلد، بجوار "سينما ميامي" ، رحت هناك ولم أجد المحل، وقفت اتذكر إن كان المحل في شارع آخر، سألني رجل إن كنت تائهة، عاوزة الشارع إللي فيه محلات الهدوم، وسط البلد كلها محلات، أيوة أقصد الشارع إللي قريب من السينما، عبد الخالق ثروت؟ رفعت بصري إلى البيوت، آه. في كل محل، كنت أسال البائعة (اختصارا للوقت) عن بنطلون واسع، (بأستك من تحت) زي في "ألف ليلة". في شارع محمد فريد أحضرت لي البائعة شيئا شبيها، ساقان واسعان تنضمان عند القدم، تذكرت إني رأيته في متحف للسلاطين العثمانين، قلت لنفسي إنه أشبه بلبس الصيادين، تفحصت بعين خيالي زي راقصات البالية في عرض أوبرا "ألف ليلة" الذي حضرته منذ عامين، أعدته إليها.
مادمت لم أجده في وسط البلد، فلن أجده في مكان آخر. ظل وجهي على الفاترينات و المانيكانات التي تتحرك أمامي أصبحا جزءا من الديكور في عقلي، يا أخونا أنا فزت في مسابقة، والبنطلون ده مهم. لفت نظري مانيكان في محل، كانت ترتدي جيبة كاروه قصيرة، اليد اليسرى في وسطها، اليمنى مفرودة، كؤشر بصلة ناحية الشرق، تدير رأسها ناحية اليسار في تعالي
في البيت أذهلني منظر التسريحة، على المرآة خط أسود من قلم كحل، نقاط بلون روز تسيل على زجاجة كريم الأساس، "حلق" اشتريته من كرداسة يشتبك مع عقد من الخرز، "حلق" آخر لا أجد فردته، براية مكياج متسخة، رفعت العقد لأعلى، لو حدث لك شيء فلن أسامح نفسي، أنت هدية أبي لأمي من أيام الخطوبة، وضعت العقد في ظرف صغير وجدته أمامي، حاولت فض الاشتباك بين الأشياء على التسريحة، تأملت ملامح وجهي في المرآة، سأستكمل الرحلة غدا، من قلب ميدان التحرير، من قصر النيل.
أقف الآن أمام "هيومانا بيلدنج"، في زي ألف ليلة الذي اخترعته، جدران من الجرانيت عليها عمدان، على قمتها مشاعل، كما لو كنت في معبد، تنحدر المياة على الجدران، يباعد الصوت بيني وبين كلام الرجل الذي يشرح المبنى. اقتربت منه. في الدور التاسع والثلاثين، تميل العمدان أمامي، يصدق الإحساس بإني في معبد مصري قديم. يستلهم "مايكل جريفز" الهرم والمعبد من الحضارة المصرية.
في "سي 22" تستوقفني تماثيل لصبيان سمراء، لوحة لسيدتين عاريتين يمسكان بطفل عاري، تشكيل من المعدن يتدلى من السقف، مررت على شاشة، رأيتني بها، الكلمات تنزل بسرعة من أعلى إلى أسفل، إذا ما حركت ساعدي، تتحرك الكلمات ببطيء باتجاه راحة يدي، صرت أحملها في يدي كعصفور.
من حولي أشجار كثيفة، مستطيلات بيضاء تتبرز من الأرض، بين كل مستطيل وآخر مسافة ثابتة، تصنع المستطيلات دوائر كقوس قزح. نمر من البوابة، بين اللحد والآخر تماثيل لأطفال عارية ومثلات فرعونية. وقفت آخذ صورة. كنت أرتدي بلوزة وجينز. كان واضحا إني زهدت زي "ألف ليلة" الذي أخذت وقتا في مصر أبحث عنه. فلم ارتده هناك بعد ذلك. لا أعرف حقيقة السبب، و لا أجد فارقا كبيرا إن وجدت تفسيرا.
أنت كويس...4
بعدها يجتمع الناقد الأول، أستاذنا ، والناقد الثاني أن الكاتب بلا أدنى شك لبنة هامة وحجر زاوية. أقضي تلك السويعات القليلة في تأمل الأسقف والحوائط و إزاحة دخان السجائر و كتابة ما تيسر. لاحظت في تلك الندوات أن مصطلحين يتكرران؛ فالكاتب الحداثي كويس، لكن ما بعد الحداثي شيئ آخر، شديد المراس، عميق، تتداخل الرؤى في نصه، ببساطة شديدة (وببساطة أكثر) هو يقف في مرحلة فاصلة ما بين المد الجذري والجذر المدي، ويبدو مهموما بالسرد أكثر من السرد ذاته، ينأى عن المفهوم الكلاسّي (مع خبطة على الطاولة) تجاه أطروحات ما بعد حداثية.
كنت أجلس في الغرفة مع سبع عشرة آخرين من بلدان مختلفة؛ رائحة القهوة تتسيد المشهد. تصب قطرات القهوة في الدورق؛ على السطح المعدني دورق آخر به ماء. كنت مأخوذة بأني سافهم شيئا كان أشبه بلغز في ما مضي و نزول قطرات القهوة في الدورق بدا شيئا يصعب عليّ وصفه. شيئ ملهم. الفراشات كانت تدور حول خلجات نفسي، تمسك بها، ترفعها إلى أعلى، الهواء البارد خلف ظهري صار بساطا، كنت ارتدي فستانا، يكشف عن ساقي، بالأسفل كانت هناك فتاة تشبهني، تتطلع إليّ، في ذات الوقت الذي جلس فيه الدكتور "بايرز" على الطاولة، فتحت الكشكول، أزاحت "فيرونيكا" الأكلسير إلى جانبها، لتتيح لي مساحة أكبر للكتابة، أعجبتني الحركة، أشياء صغيرة قد تصنع فارفا في لحظة ما، إيمائة من شخص لا يعرف عنك الكثير قد تصبح إشارة سماوية، يد تطبطب عليك. تقول لك إنت كويس.
يقول دكتور "بايرز" إن الانتقال من مكان إلى آخر سمة "ما بعد الحداثة"، أشار إلى خريطة الولايات المتحدة ، أنا مثلا نشأت في ولاية، تعلمت في ولاية ، واعمل الآن في ولاية. فيما بعد، سأقف على تل، ادير ظهري لجدول ماء في الصحراء؛ تحت الأرض، ستتسع الممرات، وتضيق، أشعر بالشجن عند انتهائها. أنا أعيش في القاهرة وأعمل في الفيوم، ولا أحد يعرف موقف الفيوم إلا من جربه؛ ورحت تركيا، وحدي، وركبت ثلاث طائرات حتى آتي إلى هنا. أنا كمان بوست موديرنيست. أبعدت الكشكول عن "فيرونيكا". آل جهاز القهوة إلى الصمت.
3...يا جماعة أنا إنسان بسيط
السمع. طبلة الأذن تلتقط الموجات الصوتية، ترسل إشارات إلى المخ ، تتحول إلى صوت، والصوت إلى معنى، شيء مدهش، منحة آلهية، أدركت قيمتها منذ يومي الأول، شيء ما ينكسر في تلك الحلقة، تسقط بعض الكلمات مثل كرات "بنج بونج" لا تكمل وجهتها، أسمع ضجيجها في رأسي، في مصر الموجات عالية يسهل تفسيرها، أصوات رفيعة و غليظة تصبح خناقة بين رجل وامرأه في مكان عام، سرينة تعني إن صوتا سيطلب منك أن تفسح الطريق، القاهرة مدينة صوتها يدوي ويجلجل، كرة طائرة في الهواء، يجري اللاعب منهم ، يضبط توازن جسده ، يدفع الكرة بقدمه، تلمحها، تجري وراءها، تدفع جسدك في الهواء، تلقيها برأسك على الأرض، ترقص الخِصم، تدفع الكرة من جديد. كرة القدم لعبة بطيئة مقارنة بلعبة مثل "البنج بونج"، الإستجابة فيها سريعة لدرجة تدعو إلى الملل.
توجهت إلى صالة "الجيم"، قالت لي أمي ذات مرة أن عليّ أن أسير ببطيء حتى لا تهتز مؤخرتي؛ بعدها قررت الذهاب إلى حصة الرياضة، مرة واحدة في الأسبوع لا تكفي. لكنها كانت تكفي من ناحية آخرى، اصطدام قدماي بالحديد على المشاية لبعض الوقت يجعل لي القدرة على التحليق، تتحرك عضلات جسدي كما تشاء، تدريجيا انقسم إلى شرائح كما لو كنت مجسم؛ تتكشف الشرائح الواحدة تلو الأخرى، في المركز، آراني بخار، اطير خارج المكان. والمكان يختلف هنا؛ أشجار كما في كرسات ابنة أخي ملونة بالفلوماستر، وزرار مثبت في فرع شجرة، أدوس عليه لعبور الشارع، لا إشارة بيدي لسائق ميكروباص، ولا عسكري مرور اتحامى في ظله، كلام على كبير، ادوس على الزرار، اسمع دقات خافتة كما لو أن صوت معدية قطار تم تصغيره عشرات المرات، بعدها يأتي صوت رجل يقول إن بإمكاني العبور. رأيت وأنا صغيرة، فيلم تحول أبطاله إلى أقزام، الكائنات الصغيرة في الماضي صارت تهددهم، في المشهد الأخير يفيقون من الحلم، هاها، اشتغالة. لكن والله أنا أعيد النظر في رأيي الآن ، نمت وصحوت ست عشرة ساعة ، لأجد نفسي في مكان غير مكان، ويا جماعة (معلش تاني) أنا شخص بسيط، تعود أن يجري أحيانا وهو يعبر الشارع، يقف طويلا أحيانا، تروح روحه وتجيئ أحيانا بينما الميكروباص يسرع نحوه في عرض الشارع؛ أما الكف الأحمر الذي يظهر لي في الإشارة ضوئية، فكنت أراه أشبه بعلامة عند الصوفية، رمز في رواية من روايات "دان براون"، وحنروح بعيد عليه؟ إيشارب في فيديو كليب تسعيني، يطير على أجساد فتيات ببشرة "أوكسديه".
الشعور بـأن للشجر و السحاب عيون وأنف و مركز إحساس ظل يلازمني حتى عدت إلى "كورس هول" ، تركت تلك الخيالات وأنا أمرر المفتاح الإلكتروني على الجهاز، دخلت غرفتي ، تأملت الأشياء الصامتة حولي، التليفون وجهاز القهوة، اشعلت التكييف ، فتحت الأكالسير الموضوع على المكتب؛ كنت استعد لفهم شيء آخر حيرني طويلا.
لويفل ...2
وصلت إلى مطار "نيويورك" في السادسة والنصف بعد إحدى عشرة ساعة، قضيتها بين سماع الأغاني و قراءة مقالات علينا قراءتها. بين الصحو والنوم كنت افتح شباك الطائرة فلا أرى سوى الظلام؛ على أرض مطار "نيويوك"، تصورت مصر الكرة الأرضية التي أراها صغيرة و أنا سابحة في الطريق اللبني. ربما لهذا السبب، لم اشارك الواقفين في الطابور المؤدي إلى باب الطائرة، في حالتي تلك، بدا الزحام للنزول مبكرا شيئا تافها، لا داعي له. ادركت سخف ما فعلته، في منطقة "الجوازات"، الساعة تشير إلى السابعة إلا الربع، أقف في نهاية الصف؛ الطائرة التالية في التاسعة. الطابور يتحرك ببطئ ، وإن استمر الحال على هذا النحو، فلن انتهي من الإجراءات قبل ساعة، قررت أن أقف عشرة دقائق أخرى، أخرجت نسخة من التذكرة، في استعداد أن أخاطب الشرطية التي تقف عن بعد، لو كنت في مصر، لساعدني الواقفين للوصول إليها، ولتم استثنائي منه، جلست الفتاة التي تقف في الطابور التالي على الأرض، أخرجت الـ"إم بي ثري" من حقيبتها، وضعت السماعات في أذنها في استرخاء، كان في رأسي بعض التصورات، خمس دقائق أخرى، وساخترق جموع الواقفين ، اعرف أنه لن يكون فأل حسن أن أستقبل الولايات المتحدة بالبكاء أمام الشعوب التي تقف أمامي الآن، لكن للضرورة أحكام.
شعرت بالارتياح لأن الشرطية كانت أفرو أمريكان؛ فكرت أن التفاهم معها سيكون أسهل بعد خمس دقائق من الآن. كنت ممتنة للفتاة "الأفرو أمريكان" التي اجرت معي "الأنترفيو" في السفارة الأمريكية؛ والواحد أحيانا يحب طائفة بأكملها أو يكرهها بسبب صدفة أو حادثة؛ الأهم من ذلك إنها ذكرتني بالناس في مصر، كإني اقف في الأقصر مثلا، وهؤلاء سواح ينتظرون دخولهم إلى "الكرنك".يبدو أن الأرض ستكون حاضرة أينما ذهبت؛ ولا راد لقضاء الله.
مرت عدة دقائق.أزاحت السيدة الشريط الأسود هذه المرة لكي تطلب من مجموعة من الأشخاص التوجة إلى كبائن أخرى، تبدد الواقفون على دفعات كما لو كنت في فيلم كرتون، الساحر أخذهم إلى مكان ما، في الخلفية تلتمع النجوم ، شرائح من الأزرق و الأخضر والأسود تظهر وتختفي، وقفت أمام جهاز البصمات، رأيته في المرة الأولى في السفارة الأمريكية وقت مقابلة "الفيزا"؛ البصمات بالنسبة لي تعني رجل يجلس على مكتب، يضغط على أصبعي أول ما يلمس الحبارة، يحدث ذلك عادة في مناسبات يحدوها التفائل؛ عندما استخرجت فيش وتشبيه وقت التعيين في الجامعة أو عند استفتاء تعديل الدستور قبل أعوام. دخلت شيء ما يشبه الكابينة عليها "ستارة سوداء" ، كانت المرة الأولى التي اشارك فيها في استفتاء، في ذلك الوقت، كانت الأغاني الوطنية تذاع على القنوات المحلية بمعدل مرة كل ربع ساعة، جميلة تلك الأغاني، بالأخص أغنية مي سليم، التي تنادي فيها على "جرجس" و"محمد"، كانت تضرب حسي الوطني في الصميم، ترفعني فوق فوق، كان من الممكن وقتها أن تغرورق عيني بالدموع لأقل سبب، مددت يدي بالورقة للرجل في اعتزاز، قابلني بنظرة ملولة، كإنه يراقب الطلاب في الامتحان وأنا الطالبة الوحيدة التي لم تخرج من اللجنة.وضعت أربعة أصابع على لوح شفاف يميل إلى الاخضرار، طلبت مني السيدة إعادة المحاولة، في لحظات كتلك، تصبح اللغة كائنا لا فائدة منه، الملامح كذلك، لا تشي إلا بالقليل، كإني اقف أمام عربة تتوالى عليها الفرشاة من ناحينين، الألوان تكون واضحة للوهلة الأولى ، تتحول إلى اللون أبيض، أنا متأخرة على الطائرة.
وصلت إلى مطار"لويفل" في الواحدة والنصف ظهرا، صعدت بسلم كهربائي إلى مكان استلام الأمتعة، كان معي حقيبة يدي، أحذت الحقيبة الأخرى من على السير، أخذت وضع الاستعداد على السلم الكهربائي الذي يصعد بي، شاهدت الحقيبتين تمران على السنون المعدنية في أول السلم، علامة أخيرة على وصولي. وضعت الحقيبتين على الجانب، خاطبت السيدة في الاستعلامات، كانت عجوز أنيقة، أنا قادمة من مصر، (وهل بإمكاني أن أنكر مثلا) و أريد أن أكلم جامعة "لويفل" في التليفون، بدا ملامح الإندهاش على وجه السيدة، الأهرامات؟ نعم، ابتسمت، لابد أنك أخذتي طريق طويل حتى تصلي، نعم، ثلاث طائرات، كان هناك تليفونات على يساري، يعلوها لوحة إرشادات، ارتحت إنها طلبت لي الرقم، انتظرت عشر دقائق، قضيتها في قراءة رواية كانت معي، فتح الأبواب الإلكترونية استدعي لي الشعور بالخدر، كإني أجلس على حافة حمام سباحة، اطيل النظر إلى المياة الرقراقة، أسال نفسي إن كنت سأجيد العوم بعد قليل.
آجورا ...1
قبل شهرين، كان سماع كلمة "أمريكا" يستدعي صورتين في ذهني: كومة من التفاح الأمريكاني تعلوها ورقة صغيرة تفيد أن الكيلو بست عشرة جنيه، وصورة لعربة فارهة تتحرك، مع صوت احتكاك العجلات بالأسفلت.
الغرب بصفة عامة ارتبط لدي ببرود المشاعر، فسرت هذا بأن الغرب يقع في منطقة باردة، على العكس من مصر الحارة. تتمد الجزيئات عندما تتعرض للحرارة، وفيما يبدو أن ذلك ينسحب أيضا إلى المشاعر، تتنكمش في الغرب بفعل البرودة. كنت استشهد على ذلك بأداء الممثلين الأمريكيين في الأفلام؛ يتحدثون بصوت خفيض، حتى لو كان مشهد قتل أو خيانة. الأمر يختلف كثيرا لدى المصريين، الذين يحبون الصوت العالي في الفرح والحزن ووقت الحياد.
الحرارة تستدعي الطيبة، أمي تقول دائما على الناس إللي من أسوان ناس طيبة. أسوان مثال للطيبة لأن الشمس أكثر حدة هناك، أظن أن الشعور بالأزمة يجعل الناس طيبة بالفطرة، والحر أزمة طبعا، انصباب العرق ... الشعور بالضآلة أمام قوى الطبيعة يصبح رسالة واضحة من السماء، أما الصوت العالي، الخناق مع الغير لأقل الأسباب، فجميعها أعراض لشيء لا دخل لك فيه: أن تصبح أحيانا لا تطاق وأحيانا بـ"قلب خصاية".
لنفس السبب، يجيء في ذهني صورة أمريكيين وإنجليز وألمان يقفون على محطات الأتوبيس، يحملون كتبا في أيديهم، دون أدنى التفاتة، لا حوار صامت ولا غير صامت مع زميل تلفحه حرارة الشمس، وتتواطؤ عليه أفعال البشر: أنا بقالي ساعة مستنية الاتوبيس، هو طلع جراج ولا إيه ؟ ولا هي الحكومة فالحة ف حاجة غير تتشطر على الناس؟ ولا حتى شخص يتحدث في التليفون مع صديق/صديقة، فيداعب الحوار خيالي واكمل باقي أحداث القصة.
أمريكا تحديدا، كانت تعني لي المظاهر (راجع الفقرة الأولى) في مقابل إنجلترا التي تعمل بجد، المواعيد إللي بجد باقول عليها مواعيد إنجليزي. أمريكا كانت تعني لي أيضا جورج بوش و إعدام صدام حسين أول أيام العيد.
قبل ثلاث أعوام، بدأت في اكتشاف الأماكن القديمة وكتبت عن بعضها: بيت السحيمي والهراوي وزينب خاتون. زيارة تلك الأماكن كان شيئا محببا لدي، تهدد قلبي كما لو كانت في حالة حب، في البيت أجلس في البلكونة، احمل كوبا من الشاي، اتابع حركة الشجر، وبقع النور. يحدث صوت الدراجة في أذني رنينا عذبا، اتصور نفسي في دور مسرحي، أقول فيه إن أجدادي كانوا ناس محترمين ، تغرورق عيني بالدموع، أمسح الدموع بكف يدي ، ثم أحرك يدي - آخذ نفسا مكتوما - في إشارة لشخص اتوهم وجوده بأن يتركني في حالي، امسح الدموع من جديد.
قبل عامين، قضيت أسبوع في "أسطنبول" في الخروج الأول من مصر منذ أن كنت طفلة صغيرة. بجانب التعرف على أماكن جديدة، كانت تداعبني أحلام الهجرة، كنت احتاج فقط لشحنة ما، أن أرى رأي العين أن الوضع هنا لم يعد يحتمل، كنت اتخيل أشياء أخرى: فتاة تصفعني على وجهي في محل مثلا، أو سيدة تجر شعري على الأرض في خناقة على مكان في عربة المترو، أو كلاب تطاردني لأيام، وأنا ارتعد من الكلاب، فأقرر بعدها أنه لم يعد بد من الفرار.
عدت من "أسطنبول" ناقمة على المحروسة.
سافرت بعدها بثلاثة أشهر إلى "مكة" ...اذكر تلك الحادثة جيدا، كنت في صحبة أبي في مستشفي بجوار الحرم، كان يحدث الممرضة، حين أوصدت الباب في وجهه. قال لي وقتها إننا مش في مصر. في الكعبة، أشاح الحارس في وجه سيدة عجوز لأنها تصلي أمام الرجال، كانت تجاهد وهي تحرك جسدها، تابعت ملامح وجهه الصارمة، لم يمد يده ليساعدها. تمنيت لو كان بمقدوري أن أصفعه على وجهه.
التأرجح بين الحب والكره، أوصلني إلى الشعور بالرتابة، كإني اهتز في قطار محافظات يسير في الليل على مهل. أنقذني فيلم "أجورا"، تماهيت مع هيباتيا، رأيت في الفضاء مخرجا، تصغر الكرة الأرضية، وتبين على حقيقتها، مجرد كوكب ضمن كواكب أخرى تدور حول نفسها.
جلست في الطائرة، أحدق في الأنوار التي تضيء وتخبو في تلاحق، لمست الشاشة، اخترت ألبوم "مايكل بوبليه"، لم أكن وقتها أحفظ كلمات أغانيه، لكن ما كنت اسمعه يروق لي: "السماء" و"القمر" و"النجوم"، عزف البيانو يلائم الصعود إلى الفضاء. إحدى عشرة ساعة بين السحاب، اهبط بعدها في بلاد العم سام. كنت أعرف إن "نيويورك" ليست الفضاء، لكني كنت أحس بها كذلك، وهل كان بإمكاني شيئ آخر؟
Atonement
Walk side 4th street
Number 4 is close to me in a way. I am born on the 4th of July, my computer and facebook profile has lots of number 4s in it; as I am moving my head and pondering over the shape of the number, I can see myself, enclosed in a triangle with a lane that gives me a chance to walk out, and get back to the triangle; I am not sure I am quite happy about it; I would have liked to be number 8, it flows like the body of a woman (if I use the same description in an Arabic novel that I am currently reading).
On the 4th of July, I usually receive e-mails from bluemoutain, the first time I got these e-cards was years ago, I thought a distant friend is remembering my birthday; I found out that my birthday is the same day that US got its independence. Welcome, the day of indepence; I smiled at the flickering light of my old screen.
Number 4 has given me luck this year, I can imagine it a pyramid, or an old purse with money that gliters in the dim light of the cave. If I complete the triangle at the other side, it will be a sign of infinity, exactly like number 8, it is not enclosed in circles like number 8 with no way out, I am for number 4 then, 4th of July, 4th street.
Few meters ahead, may be
إنك ميت وإنهم ميتون
صلاة
And who else?
Dreams
عبور
الوحي
مغفل!
متاهة
وأهديلك دبدوب كبييييييييييير
غسق
الصورة بعدستي -جامع عمرو بن العاص
اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!
وحشتوني جدا أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية عاوزة اشاركم حاجت...
-
لا أدري لم أتذكر هذا الموضوع الآن، ولم يلح عليّ وكأني شاهدت لتوي فيلم مأساوي تتواتر مشاهده الواحدة بعد الأخرى أمام عيني بالرغم مني! --------...
-
بما أن العبدة لله لازالت من مشاهدي البيت بيتك و متابعي قنوات النيل المتخصصة وكل القنوات المحلية الأخرى التي تحجب عنك كثيرا المية والنور، فنح...
-
انهمرت في نوبة من البكاء وأنا أتابع المشهد الأخير للملك فاروق، كانت حرارتي مرتفعة وكان ذلك المشهد لفاروق وهو يجلس في منفاة ويفتح الشبابيك يص...