فرشت سجادة الصلاة، وضعتها بالعرض و أنا أسال زميلتي: إحنا حنصلي جماعة؟ ولا كل واحد لوحده؟ انفتح الباب، اضم إلينا زميلات ، تظن إحداهن إن القبلة هنا ، وليس هنا، قلت لها إني صليت الصبح هنا ليس هناك. رفعت الشال المزركش إلى رأسي، من سيؤم الصلاة؟ لم يجب أحد، إذا سأؤم أنا الصلاة.
أمي تقول لي دوما أن لا أحد من حقه أن يفرض رأيه عليّ، اتلقى دعوات بالحجاب في مواسم كتقلبات الجو، الطالبة كتبت لي جواب تقول إني أسرت قلبها، ابتسمت وانا أقرأ الجواب، لابأس إذن أنا محطمة قلوب العذارى ، نظرت للناس من حولي في بلاهة مصدومة بعبارات التهديد في الجواب، من كان يتصور أن كل ما يشغل بال طالبة هو أن ترسل لي جوابا فيه وعيد بأن الله سيفعل بي كذا وكذا، كإني كنت نائمة في باص وصحوت فجأة لا اعرف أين أنا تحديدا، كرداسة هذه أم الكوبري الجديد اللذين يبنونه في طريق فيصل؟
أسلمت الدادة الجواب والمصحف المرفق معه، قلت لها أن طالبة سوف تأتي لتستلم أشياء تخصها، هاتفت زميلة لها ، عليها أن تهاتف زميلتها، الأشياء التي تخصها عند الداده، لم أفعل شيئا سوى أني كتبت على ظهر الجواب أني أشكرها على مشاعرها لكنها تجاوزت الحدود.
اتلو النداء الذي يسبق الصلاة، الله أكبر الله أكبر ...
الحياة صندوق عجائب يعلمك أن تعجب بنفسك أحيانا، أمر على الفتيات في الجامعة ، يرمقونني، فأرمقهم ، البنطلون الضيق يغطية بادي آخر ضيق، خصلة شعر صفراء مرتبة تبين من الإيشارب، يارب إني أحبك، كيف خلقت سماء بهذه الرحابة و شمسا بهذا الدفئ.
أربع ركعات، الركعة الأولى فالثانية فالثالثة، اعرف إنك لن تربكي ولن تنسي عدد الركعات كما يحدث معك في البيت؛ أحيانا كنت أعد الركعات على أصابعي، اثق إنك لا تحتاجين لذلك الآن، الشال المزركش على رأسك، صوت الله اكبر الذي يتردد على استحياء في الغرفة، الاسئلة التي اعرف انها ستوجه لك بعد الصلاة، لماذا يا أختاة لا ترتدين الحجاب؟ لماذا كنت تسرعين في الصلاة ؟ وضع اليد أمامك في السجده هل هو صحيح؟ أم إن اليد يجب أن تكون بمحاذاة كتفك.
من أين يعرف الناس أنك صلب أو ضعيف:ا هل هو شيء ما في نبرة صوتك، في إيماءاتك، انتقالك من تكبيرة إلى أخرى، هم لا يسعمونني وأنا أدعو، دعوت له في الركعة الأخيرة، أحبه لأنه لم يسكب على وجهي أحاديث و آيات، بدا بسيطا نورانيا كوجه الله .
اتبادل التحيات معهم ، أنزلت الشال من على رأسي، جلست اربط الحذاء ، فتحت الباب ، يدخل مصلون آخرون.