إسراء الحرة

لحسن الحظ أو ربما لسوءه لم أدخل مظاهرة في حياتي، ولكني منذ القبض على إسراء عبد الفتاح في قضية إضراب ستة إبريل كنت أقول لنفسي إني لو اتيحت لي الفرصة للتظاهر من أجلها فإني سأقوم بذلك عن كامل اقتناع.

في السادس من إبريل الماضي، لم اقعد في البيت بالرغم من كوني واحدة من ال64 ألف إللي مشتركين في جروب الاعتصام ع الفيس بوك، ولم تبد لي مطالب إسراء محرضة ع الفوضى، بل إنه إذا لم تخني الذاكرة فإنها ذكرت إنه بعض الناس لا يمكنهم الامتناع عن العمل مثل الدكاترة والممرضات وما إلى ذلك، وكان السؤال الذي يدور في ذهني ساعتها، ومن الذي يمكنه الامتناع عن العمل دون أن يتسبب في ضرر بني آدم اتبهدل في مواصلات عشان يروح يمضي ورقة في مكتب حكومي أو هيئة خاصة حتى؟

باقي مطالب إسراء كانت مشروعة ولا تضر أحدا ع الإطلاق، مثل ارتداء اللون الأسود أو وضع علم مصر في البلكونات.

ومع ذلك خرجت ذلك اليوم إلى العمل وأنا ارتدي ملابس عادية، البند الوحيد الذي فعلته هو إني بالفعل لم اشتري أي حاجة لا من سوبرماركت ولا من محلات الطعام في الشارع، إذ نزلت قبلها بيوم واشتريت كل حاجاتي للصباح من السوبرماركت ، لأني كنت اعتزم ألا اشتري حاجة بكره ، يوم الاضراب اقصد.
فكرة الإضراب بدت لي براقة بالفعل وتدعو إلى الإعجاب ، خمس وعشرين عاما ظل الشعب المصري في ثبات عميق وكنت اشعر به الآن يتثائب ويصحصح.
لكن الأمر تغير بعد القبض ع إسراء. فكيف لي مثلا أن انضم إلى جروب إسراء وحين يقبض عليها لا يمكني أن أدافع عنها ولا امتلك الشجاعة الكافية لذلك؟ أليس هذا نوع من النفاق؟ أن تسير مع النهر وحين تجد عثرة في الطريق تتوقف وتجلس في ارتياح عليها ولا تكمل المسير؟

ولهذا لا أظن إني سأشترك في الاضراب القادم الرابع من مايو والموافق عيد ميلاد الرئيس الثمانين، ليس لأني ضده، بالعكس أرى أن الفكرة تتطور هذه المرة إذ إنها تدعو ليس عن التوقف عن العمل بل الاضراب عن الشراء، ولكن نفس الفكرة، سيقبض على من قام بها مثل إسراء ولن استطيع أن أفعل شيئا. ولماذا من الأساس اقدم على شيئ اعرف مسبقا إن غيري سيكون كبش فداء لي بينما أظل أنا بنفس الملامح الهادئة لا ترتسم على وجهي سوى مسحة من الحزن تضعف وتتلاشى مع مشاغل الحياة والعمل؟ وهل هذا من الإنصاف؟

ومع ذلك إنا لا أملك سوى تقدير وحب كبيرين لها، بالرغم إني لم أرها في حياتي . ولكني افكر الآن إنه من يدري ربما تقرأ كلماتي صدفة فتجد فيه اعتذارا -لا يقدم ولا يؤخر- عن ثلاثين يوما من الحبس لها، ولكنها ربما تشعر بكم التقدير الذي أحفظه لها ويحفظه لها غيري، وربما يكون ذلك أضعف الإيمان.

*إسراء ووالدتها بعد الإفراج عنها، الصورة من الإيجبشن جازت

حدث يستحق الاحتفال

يوم الخميس القادم
الساعة 8
في مكتبة عمر بوك ستور

يقام حفل توقيع لأربعة من الزملاء الأعزاء
دعاء سمير وكتابها حب بلون البنفسج


أحمد عمار وديوانه حنين



حسام مصطفي إبراهيم وكتابه يوميات مدرس في الأرياف



ومحمد هشام عبيه وكتابه عزيزي 999


يشرف الحفل بوجود د.سيد البحراوي و الأستاذ بلال فضل وعدد من الكتاب الشباب

في انتظاركم

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...