فار

في معرض الكتاب القبل الماضي، كنت في جناح دار ميريت لأن كان عندي ندوة عن التدوين وكان حفل توقيع رواية محمد صلاح العزب، فتاة شابة اقتربت مني وسألتني إن كنت اعرف روايات أو قصص لكاتبات لتقرأها، أشرت لها على رواية نهى محمود، وأضفت في خجل إن ليّ مجموعة أسمها البلياتشو، ذهبت لأحضارها من الرف ، كنت سعيدة إن هناك "زبون" ، "زبون يا بوي".
تعاملت بنفس الحماس مع كل إيميل جاء من قارئ مجهول.
كنت في ميريت منذ شهرين وطلبت نسخ من عم عبدالله، قال لي إنه يظن إنها خلصت، للوهلة الأولى علق السؤال في ذهني:
ليه هو إنتم عندكم هنا فيران؟
سرحت في الكتب الموضوعة خلف عم عبد الله وأنا استأذنه أن يسأل الأستاذ محمد هاشم على نسخ لأني محتاجة نسخ ضروري.
عرفت بعدها إن ما تبقى نسختين أو ثلاث.
في حفل توقيع أبناء الجبلاوي للأستاذ إبراهيم فرغلي، حضر الأستاذ بهاء طاهر، كنت سعيدة جدا لرؤيته وكنت سعيدة لانه عزمني على كوباية شاي في ديوان، جالسة أمامه، فكرت إن كان التواضع يقترن بالشخص أم إنه يأتي بعد مرحلة معينة من النجاح، أصدق أكثر إن سمات الإنسان لا تخصع كثيرا للتغير، أقابل في الحياة بعض الأشخاص الصلفين، لا أظن إن تقطة تحول ستحدث لهم في مرحلة ما، لابد أن تلك الساعة مع أستاذ بهاء هدية ، تعويض، ربما لأشياء أخري، إني دخت مثلا على مكان اركن فيه العربية، عشان الريس الأمريكي جاي، ومن كثر الحر والزهأ ، دخلت في أسئلة من أمثال هو أنا ليه عايشة هنا مع إني ممكن أهاجر بره؟
في الترابيزة المجاورة كان فيه صديقة من دولة عربية، كانت بتحكي إنها لما بتيجي مصر ، بتحس بفرح في طعم الشوارع، قلت لها يمكن عشان جاية بلد تانية، أنا لما بسافر بلد تانية باكون مبسوطة ، طبيعي يعني، بس هي أكدت إن فيه فرح، فيه فرح يعني فيه فرح.
هي برضوا سألتني على الكتاب، بس على العكس من سنتين فاتوا، ما كنتش مهتمة بالموضوع أوي، بالعكس، فكرت إنها لو لقت نسخة ممكن تكون آخر نسخة موجودة، وديوان بقى حتبقى عاملة إزاي من غيره؟ مشكلة برضه.
أحملق في شاشة الكمبيوتر الآن واتصور فار أمامي، يجيئ على بالي وجه الشبه بين فأرة الكمبيوتر والفار ، شكلها فعلا يشبه الفأر، ربما لأنها تتحرك سريعا، على الديسكتوب، التي لابد مجموعة من الفئران نزحوا إليها، والتهموا الكتاب، في ماي بيكترز، رجل المرور على الغلاف، في مي دوكيمونتسد، الخمساتشر قصة ، الريسايكل بين، المخطوطات الأولى التي سلمتها لمحمد هاشم. الفئران عندنا ملازمة للاشمئزاز، اتذكر الآن سيدة أوروبية رأيتها تقبل فأر أبيض على كتفها، يتحرك في استكانة بليدة، على الأرض فأر آخر أسمر، يمر أمامي كلمح البصر.

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...