لما الدنيا تطبطب عليّ

تماما مثلما تنظر للبرق في رهبة ، أو كأنك ركبت حصانا وطرت في السماء قبل أن تكتشف أن هذا ليس ما إلا حلم تفيق بعده على رنات طويلة للمحمول، أو كأن شخص ما تحبه أهداك حبات ياسمين ، أو كأن كل الساحرات الطيبات في عالم ديزني جاؤك خصيصا لكي يكونوا محضر خير بينك وبين الدنيا التي تحبك وتكرهك و تكون بعيدة عنك وملك يديك، أوحتى كأن الشجن بداخلك يمتزج بقطع من الشكولاته فتتعجب من أن على طرف لسانك وفي حلقك طعم مميز وعجيب، تلك الأشياء مجتمعة أحسست بها بضع ساعات تقريبا ما أن توقفت بالعربة وأنا عائدة مع أبي ليلا، أطلب من البائع أخبار السبت والعربي الكويتي، لا استطع أن أنتظر حتى أعود للبيت، افتح المجلة، فتقع عيناي على أسمي على ضوء كشاف العربة الميتالك الآتي من بعيد؛ في لحظات أكون قد وصلت للبيت، أضع قبلة على جبين أمي، ثم اتجه إلى غرفتي و أنا أحمل المجلة وكأني خلاص على باب المغارة و بقى أن أنطق بكملة السر لأخرج ومعي الزمرد والمرجان وعلي بابا نفسه؛ أمر بأناملي على أسمي وابتسم للصور التي التقطها وأنا أندهش بالفعل من إن تصويري مش وحش والله ! وأهو بأعرف أكتب كويس! أفتح كمبيوتري العزيز وأسرح في أخي محمد الذي سافر اليوم، وفي أخي ضياء الذي يعود بعد عام، تباغتني ملامح أعرفها أراها طيبة وبعيدة، أغلق عيني ، فاتخيل نفسي أقف في بلكون واسع أنثر الياسمين و موسيقى لم أسمعها من قبل يأتي صوتها من بعيد...

* أصداء نشر مقالي بالعربي الكويتي عن بيت زينب خاتون – نوفمبر 2007

من أرشيف ظاظا وجرجير

بما أن العبدة لله لازالت من مشاهدي البيت بيتك و متابعي قنوات النيل المتخصصة وكل القنوات المحلية الأخرى التي تحجب عنك كثيرا المية والنور، فنحن لسنا من ممتلكي دش ولا حتى الواصلة! لذا فقد انطبعت ابتسامة على وجههي و ارتسمت فرحة في عيني وأمي تبلغني رسالة من خالتو بأن جرجير وظاظا خلاص حينتقل من المحطات الفضائية وسيذاع على القنوات المحلية !!
ولو كنتم حتستغربوا شوية إن إزاي خالتو يعني شخصيا مهتمة بموضوع جرجير وظاظا وكأني واللا حاجة من المتخصصين في برامج الأطفال ، فإن هذا الاستغراب يزول عندما أخبركم أن "جرجير" الذي أحبه كثيرا ويحبه كثيرون غيري هو ابن خالتي الفنان "طارق إسماعيل" . فإلي جانب حبي الكبير لجرجير وظاظا ومفتاح ولؤلوة ، فإني بالطبع سعيدة أن فردا من أفراد أسرتي أستطاع أن يسعد المئات من الأطفال والكبار من أمثالي الذين ينتظرون ظاظا وجرجير كل يوم و مسحة من الفرحة الخالصة تكسو وجوههم...وصحيح أني لا أفهم سر تعلقي الشديد ببرامج الأطفال..فمن بكار إلى جرجير وظاظا ويا سلام سلم، لكن شيئا ما يجعلني أريد أن أجيب جرجير وظاظا من جوا التليفزيون (كما كنت اتخيل إنه من الممكن فعل ذلك وأنا ضغيرة) وأمسكهما بيدي وأنا في قمة السعادة والإنفهاش! هل لأني أشعر أن جرجير وظاظا مصريين بما فيهم من تركيبة عجيبة من خفة دم و طيبة وكسل في آن واحد؟ هل لأني أوقن إنه الجيل بتاعنا ده جيل منحوس وماشية معاه بالعكس وإن الأمل إذن في جيل قادم ربما يكون حظة أسعد منا ؟ أنا فعلا لا أدري...
المهم..إني تذكرت حديثا كنت أجريته مع الأستاذ "طارق إسماعيل" منذ ظهور المسلسل منذ عامين وكان قد نشر في بص وطل
--------------
منذ "بوجي وطمطم" لم يطل علينا التليفزيون المصري بمسلسل عرائس يحقق شهرة واسعة وحبا شديدا من جمهور الأطفال.. إلا أن رمضان هذا العام طل علينا بمسلسل عرائس جميل أصبح علامة يتوقف عندها الطفل المصري في يومه العادي خلال شهر رمضان كريم..والمثير أن شهرة المسلسل تجاوزت عالم الأطفال وانتقلت إلى عالم الكبار أيضا.. الذين أصبحوا يحبون "جرجير" و"ظاظا" ويضحكون على مواقفهم الكوميدية وهم يسعون دائما للبحث عن وظيفة... أية وظيفة.. بائع جرائد.. جرسون.. مضيف جوي.. أو حتى مدرب أسود من الممكن أن يفقد حياته في أية لحظة.
ولأني أحب هذا المسسل حبا جما وأجلس دائما في شغف أشاهد "جرجير" الذي أحبه لطيبته الشديدة وتلقائيته رغم كل ما في شخصيته من "توهان" و"خوف" فقد التقيت بالفنان "طارق إسماعيل" (الشاب والفنان القدير) الذي أدى شخصيته "جرجير" في هذا المسلسل..
وعلى العكس من جرجير "التائه" دائما، وجدت "طارق إسماعيل" يقظ الذهن يدرك جيدا ما يريد.. وفي خلال ساعة كاملة أخذ يحدثني عن أدائه الصوتي لشخصية "جرجير" وعن عشقة لفن الدوبلاج في مصر.. ووجدتني بكل ما فيّ من فرحة لمقابلة بطل المسلسل، أشعر بالحزن والشجن على "الورود الجميلة" للفن المصري التي أخذ "طارق إسماعيل" يتحدث عنها... والتي كثيرا ما تكون (كما يقول أحمد حداد في تتر المسلسل) "خارج الفازة"...!
يا جماعة احنا معانا خالو "جرجير" يتحدث إليكم من ميكروفون "بص وطل"... اتفضلوا معانا.. أهلا بكم..
في البداية سألته كيف أتيحت له الفرصة ليلعب الشخصية الرئيسية في المسلسل..
وبصوت رخيم هادئ يشبه من بعيد صوت "جرجير".. بدأ يتحدث...
الحقيقة.. شحصية "جرجير" مش أول عمل أقدمه للأطفال.. فقد شاركت في "بوجي وطمطم" مع الفنان الكبير "رحمي" وعملت مع فنان كبير اسمه "حسن عبد الغني" في مسلسل اسمه "قزقوز وعم لوز"، إلا أن المسلسل لم يحالفه الحظ في ميعاد العرض.. ومع ذلك استمر المسلسل لسنوات طويلة..
وبعد كده عملت في مركز الدوبلاج في التليفزيون المصري وشاركت في أعمال كثيرة للأطفال.. وده أكسبني خبرة وقدرة أن أستعير أصواتا كثيرة.. وبناء عليه تم اختياري لأداء شخصية "جرجير"..
وهنا وعلى طريقة "ظاظا" وتسرعه قاطعته قائلة: "بس "جرجير" ده مش نفس صوتك في الحقيقة.. ده بعيد عنه خالص...!"
ورد "طارق إسماعيل" قائلا: أيوه.. إحدى سمات شخصية "جرجير" أنه بطيء جدا والبطء في التفكير ده هو اللي خلاني أتكلم ببطء وأختار طبقة صوت جرجير.. الصوت ده غالب عليه حرف "العين" اللي أصبح المركز الرئيسي لخروج الصوت.. يعني كل الكلمات التي يقولها جرجير تخرج من طبقة الصوت دي..
والعروسة نفسها بتوضح ده.. هتلاحظي مثلا إن "جرجير" خدوده عريضة ومبططة مش زي "ظاظا" اللي وشه رفيع وشعره مرفوع لفوق.. العروستين متناقضتين في الشكل.. وفعلا واحد حركي جدا اللي هو "ظاظا" وواحد بطيء جدا اللي هو "جرجير"... ومن خلال العروسة ومن خلال الدراما اخترت الصوت اللي يناسب "جرجير"..
وقاطعته مرة أخرى.. بس "جرجير" شخصية عمرها ما بتتغير.. وده بيخليني أحس إن مفيش للمسلسل أي هدف تربوي.. الأطفال بتتعلم إيه من المسلسل؟
(وباندهاش شديد على ملامحه): بالعكس.. في كل حلقة يطرح المسلسل موضوعا مختلفا.. مثلا حلقة النهارده.. "جرجير" كان بيعمل مضيف طيار.. إلا أنه بدلا من أن يهدئ من روع الراكبين في الطائرة أشاع الخوف بينهم.. وده بيدي درس للأطفال إنه لا داعي للخوف.. الهدف التربوي موجود بس بأسلوب غير مباشر...
ولأنه للأسف الشديد دائما ما نهاجم كل ما هو مصري (مع إننا مصريين) ونخلغ قبعة التحية لكل ما هو عربي أو أجنبي.. فكان لازم أن أسأله عن رأيه في الهجوم على مسلسل "بكار" والمسلسلات الشبيهة الأخرى التي تُتهم حاليا بضحالة الخيال وسوء الصورة..
أنا طبعا باحس بالمرارة لما بالاقي الهجوم ده.. قطاع الفنون المتحركة في مصر ينقصه إمكانيات كثيرة يجب أن تكون موجودة.. ومع هذا فإن مخرج بكار "شريف جمال صبري" عمل تنويعا في الأصوات وتجديدا أكثر مما كان في عهد الدكتورة "منى أبو النصر". أنا طبعا مش باقلل من الدكتورة "منى أبو النصر".. بس مش عايز حد يحبط الراجل ده.. سيبوه يشتغل..!
بس مساحة الخيال محدودة في "بكار".. مش كده؟
بالعكس.. العمل معتمد على بساطة المواطن المصري الصعيدي وبيفرز شخصيته وده اللي بيديه التميز.
طب وإيه رأيك في أعمال الأطفال التي تقدم بالعربية الفصحى؟
المفروض إن احنا نقدم في التليفزيون المصري أعمال باللغة العامية المصرية لأنها هي اللي بتنجح المسلسل.. أنا مش باقلل من اللغة العربية، لكن العامية المصرية جميلة ومش وحشة وبتفرز شخصية المواطن المصري وخفة ظله..
المواطن المصري لما بيتحط في قالب آخر زي اللغة العربية بتكون اللغة ثقيلة وده لا يتيح له أن يخرج ملامحه المصرية السليقة..
وهمهمت وأنا أريد أن أسأله سؤالا آخر.. لولا أنه قاطعني وبصوت تعلو نبراته الصدق.. قال كلاما مهما.. مهما جدا..
يا ريت التليفزيون المصري يكون الراعي للأعمال دي.. (وبحزن شديد يعلو نبرات صوته).. زمان (من سنتين تقريبا) كان مركز الدوبلاج في التلبفزيون المصري ينتج أعمالا باللغة العامية المصرية عالية الجودة.. ومصر كان بيدخلها ملايين من الجنيهات من الصناعة دي.. صناعة مسلسلات الأطفال بالعامية.. والتي كان التليفزيون المصري يبيعها لجميع المحطات العربية..لكن دلوقتي بدل ما نستفيد من هذه الصناعة.. تم إغلاق مركز الدوبلاج وأصبح التليفزيون المصري بيشتري مسلسلات أطفال باللغة العربية الفصحى لا تعبر أبدا عن شخصية المواطن المصري!!!
احنا كده بنقضي على صناعتنا بإيدينا...
وأصبح العاملون في قطاع الدوبلاج إما يعملون لحساب شركات خاصة أو لحساب شركات عربية بمواصفات عربية.. لا تقبل أن تكون العامية المصرية لغة المسلسل..!
وده ليه... العامية المصرية مالها؟!
ببساطة شديدة لأن ده مش من مصلحتهم.. احنا بيقابلنا غزو شديد ومهاجمة شرسة من الأشقاء الأردنيين والسوريين اللي لهم خبرة طويلة في تقديم برامج أطفال باللغة العربية الفصحى.. وهم بيجرونا لده عشان تفضل دايما المنافسة في صالحهم.. وده بيحصل في الوقت اللي اتخلى فيه التليفزيون المصري عن دوره في دعم مسلسلات الأطفال التي تقدم بالعامية المصرية..
حديث الأستاذ "طارق إسماعيل" عن فن الدوبلاج المصري المهدد بالانقراض.. جعلني أسأله عن سمات شخصية "جرجير" الذي يراها هو "مصرية خالصة"..؟
شخصية "جرجير" هي نتاج للبيئة المصرية.. فـ"جرجير" مثل كثير من الشباب خريج قاعد في البيت بلا عمل.. البطالة جزء من حياة "جرجير".. "جرجير" في كل حلقة بيدور عن عمل في مكان مختلف بس من خلال حماقات بيعملها.. آه صحيح الحماقات دي كوميدية وبتضحك بس هي مأساة جيل بحاله..!
وهنا (وعلى طريقة جرجير وتلقائيته) قاطعته وأنا أقول له إن "جرجير" دائما لا يصادفه النجاح في أي عمل يقوم به لأن شخصيته لا تتطور.. ومش لأنه ما بيلاقيش شغل؟
ده حقيقي.. بس الواقع بيقول إن كثيرا من الشباب لا يحصلون على فرصة عمل ليس لعيب في شخصياتهم.. بس لأنه مفيش فرص عمل..!
طيب حضرتك تحب تقول حاجة أخيرة..
أيوه.. يا ريت التليفزيون المصري يهتم ببرامج الأطفال.. ويا ريت السيدة "سوزان مبارك" ترعى فنون الأطفال في مصر خاصة فن الدوبلاج.. لما التليفزيون المصري بينتج الأعمال دي، بيكون له ثقله وبيقدر يوزع الشغل.. لكن اللي حاصل دلوقتي إن التليفزيون المصري ساب الموضوع ده لمنتجين صغيرين يدخلون في منافسة شرسة مع الإخوة السوريين والأردنيين.. هم بيستخدموا كل الطرق عشان يبيعوا أعمالهم وبيقدروا يوزعوها لكن المنتجين الصغيريين بتوعنا ماعندهمش نفس قدرة التوزيع دي...!
أغلقت جهاز التسجيل وظل خالو "جرجير - طارق إسماعيل" يحدثني عن مخرجة العمل الفلسطينية "ليالي إبراهيم" التي ترقى لمستوى الفنان الكبير "رحمي" -رحمه الله- وعن "عمرو إسماعيل - ظاظا" الذي أدى دوره باقتدار أيضا وعن منتج العمل "خالد الحميسي" الذي غامر بفلوسه كي يخرج عمل عرائس "مصري" إلى النور...
وحينما عدت إلى البيت وضرب مدفع الإفطار.. كنت أجلس أشاهد مسلسل "جرجير وظاظا" بعين مختلفة.. كان بداخلي شعور بالفخر والفرحة معا.. وكنت مثل "جرجير" أطلق بداخلي "هيهه" ممتدة وأنا أنظر بإعجاب للإنسان المصري الأصيل الذي لا بد أن يحالفه التوفيق حين يستعين بالله ويأخذ قرارا صامتا بأن ما يقدمه لا بد أن ينجح...
من أمام مسلسل "جرير وظاظا".. من أمام شاشة القناة الأولى.. ساعة الإفطار... ألقي عليكم التحية والسلام وكل سنة وإنتم طيبين..

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...