هاجر

كل يوم أسأل نفسي نفس السؤال: إيه إللي يخلي الواحد يقعد في البلد دي؟ حد يجيب لي حاجة واحدة تستاهل إننا نكمل فيها؟ إنك تسمع الأذان مثلا؟ ما إنت هناك برضوا ممكن تسمع الأذان ع الموبايل. حتقول لي إننا ناس متدنين، وحنفتقد الروح دي. حقول لك إن التدين عندنا بقى شعارات تشوفها متعلقه ع العربيات و بوسترات متعلقه تقول لك صلي و صوم، وصلي ع النبي، في الوقت إللي أنت سايب فيه ناس زي برنارد لويس وغيرهم يهاجموا الإسلام و أنت قاعد تتفرج عليهم، لأ ومش بس كده الحقيقية أنت بتأكد إنك بالفعل متخلف، لما تطلع في شوية مظاهرات وتهلل ضد شوية رسومات وكأن الإسلام إللي فضل عشر قرون ماسك شعلة الحضارة هو بيت من ورق حينهار لمجرد أن واحد نفخ فيه؟
ليه ما نهاجرش؟ هو مش الرسول (عليه الصلاة والسلام) هاجر لما لقى إنه قعاده في مكة مش حيؤدي أهدافه لنصرة الإسلام، ونصرة الإسلام دلوقت أكيد مش إنك تفضل قاعد في بلد في النفس الأخير، ولا إنك تروح تصلي في الجامع وتقول كام حديث نبوي وغيرك وصل لقمة التقدم العلمي والحضاري؟

هو مش القعاد في البلد دي يبقى كده مضيعة في العمر، وحرام؟ حرام لإن الإسلام طالبك إنك تكون في المقدمة وإنت دلوقت يا عيني ولا حاجة خالص، وحرام لإنك في إيدك تصحح الصورة وإنت برضوا مش بتعمل حاجة.

فاضل حاجة وحيدة متيهألي هي إللي ممكن تصعب عليك بجد، الناس الطيبين إللي بتقابلهم في الشارع كل يوم، بياع النعناع إللي جنب بيتكم، إللي ماشي بعجلة و بيحمد ربنا على الفطار والعشا، شرب الشاي مع والدتك واللا والدك في العصاري بالنعناع برضوا، كل ده أكيد حيصعب عليك. بس برضوا ...الهجرة دلوقت جهاد.

ليه ما نهرجش بس؟ إذا كانت الطيور بتهاجر

اللقاء الثاني



-1-
يلفني الخجل كلما نمت بداخلي مشاعر إعجاب تجاهه؛ كنت في الماضي أحدثه وأنا أتابع تعبيرات وجهه دون قلق أو خوف، الآن أتحاشى النظر إليه أو أبتعد سريعا بعيني مثل عصفور، ينظر إلى الأفق من بعيد وهو على وشك الطيران. حتى الأشياء التي أرتبها في ذهني كي أحدثه فيها، تتبخر ولا يتبقى منها سوى فقاعات من الكلام، أحس بها مثقلة وأحس بنفسي معها وكأني محارب يضع على رأسه خوذة ويرتدي دروعا حديدية تحميه وتقيد حركته... أتضايق من القيود وأحاول أن أتحرر... أستعيد إرادتي... أتذكر كل الانتصارات الصغيرة التي حققتها... ألقي بالدروع والخوذة جانبا... أترك خصلات شعري تنساب... وأتنسم الهواء..
- 2-
بإمكاني الآن أن أفعل أشياء لم أفعلها من قبل.. فأنا لم أعد فوق الأرض، بل فوق السحاب... أجلس في هدوء على البساط الأحمر وأنا أسند يديَ للخلف... حين أمد بصري إلى أسفل، أحس بروحي ترفرف، وأنا أرى الكون من تحتي صغيرا وبيني وبين الأرض مسافات... أضحك وأنا أمسك بيدي قطعة من السحاب الأبيض الناصع...
- 3-
في مسرح كبير يشبه السيرك، أرتدي حذاء باليه وأقف على منصة عالية.. من هذا المكان سأسير على حبل ممتد أمامي أصل به إلى منصة أخرى في نهاية المسرح... أرفع يديَ وأنا أحيي الجمهور... قبل أن أخطو أولى خطواتي، أسمع صوت صفير.. أنظر بعيدا.. فأراه هو واقفا على الطرف الآخر من المنصة، يحيي الجمهور قبل أن يخطو على الحبل مثلي، مجنون هذا؟ هل نسى قواعد اللعبة؟ لو أننا مشينا سويا على هذا الحبل الممتد، فلابد أن أحدنا سيفقد توازنه ويقع!
4-
أنا الآن أمشي في شوارع وسط البلد، للقاهرة طعم آسر في الليل، نبيذ أحمر ونعناع وشاي بالبرتقال.... أتفرج على المحال من حولي.. ملابس سهرات، قمصان نوم، كل شيء. في محل للملابس يقف موديل يرتدي بنطلونا أنيقا وقميصا أبيض وعلى وجهه ابتسامة عريضة... أحملق فيه، تستفزني ابتسامته المفتعلة.. أنظر إليه من فوق لتحت... أدير ظهري وأنا أنظر إلى المحال من حولي وأعبئ صدري بالهواء... متى ستحرر القاهرة من أغلالها وتحررني معها؟ متى؟
-5-
قررت أن أصرخ... سأقف في ميدان التحرير في جوف الليل وأقول ما أريد.. سأحكي لها عن القيود... أقص لها ماضيها... علها تثور... تنتفض.. تحطم الأغلال التي تقيد رقبتها وتقيدني.. سأبكي بين يديها... وأقول لها إنها تهون كل يوم وإن الدنيا تضيق بي ولم أعد أحتمل...
- 6-
أنا الآن بجواره أحدثه... لم تتبخر الأشياء التي أريد أن أقولها كما تصورت.. يتقلص الخوف بداخلي ويتلاشى وأنا أفكر فيما سأقوله لها حين يأتي الليل.... أغادر... وأمشي وأنا أشاهد المباني ذات الطراز القديم وأتأمل جمالها الآسر رغم السنين... أصل أخيرا إلى وسط البلد... أمد بصري إلى السماء وأوقن أن الغروب لم يحن موعده بعد... أتوقف عن السير وأغمض عيني لوهلة فتتبدد المحال والبيوت من حولي وتتشكل قاهرة أخرى أمام عيني... ذات سحر خاص وجمال أخاذ.. أندهش وأفتح عيني لأجدني واقفة كما كنت.... أفيق إلى نفسي... وأنظر إلى السماء من جديد، أتوق إلى لحظة الغروب... أكمل السير.... ويمتد بي الحلم

من مجموعتي القصصية القادمة
ويا مسهل يا رب :))

ده بلوج محترم من عيله محترمه!

بما أن البلوج بقالوا فترة ماشي في اتجاه رومانسي طريق مصر أسكندرية الصحراوي، فقررت إني أغير المود إلى حبة هسس و اخترت لكم قصيدة.. هي مش قصيدة أوي يعني ...أو مش قصيدة خالص..هي ممكن تكون أغنية فلكلورية عن الحب.

الأغنية مش تأليفي ، الحقيقية هي من إبداع أخويا "د.ضياء الدين زاهر" إللي دلوقتي في رحلة علاج في ألمانيا، بس هو الحمد لله طلع من المستشفى وفي مرحلة نقاهة ، ومتابع حتى البلوج بتاعي ، وهو ما يجعلني في حالة سعادة وإنفهاش طبعا..

أبيه ضياء مش مجرد أخ، لأ، هو إللي علمني يعني إيه الواحد يفكر بشكل مستقل وبحرية بس في نفس الوقت حرية مسئولة ، وكل مقال كتبته في صفحة الدين في الدستور ، وكل مذاكره ذاكرتها، وقصص البلياتشو، ومؤخرا مقالات ضربة شمس، كان بتشجيع ومتابعة منه شخصيا بالرغم من البعد و رحلة العلاج، و كله طبعا بفضل الله سبحانه ودعوات أمي وأبويا لنا كلنا .

نرجع بقى لموضوعنا، الأغنية دي أخويا كان قال هالي مرة زمااان ، وساعتها كنا بنتكلم عن الأغاني الهابطة، وقال لي يا بنتي الأغاني الهابطة دي مفيش أسهل منها ولقيته بيقول لي الأغنية دي، ولأني كنت مبهورة بها فكتبتها في كراسة ومن ساعتها حافظاها.

الحاجة الكويسة إللي ف الموضوع إن البلوج بتاعي حينور و يلعلط لأنه أخويا حيشاركني الرد على أي تعليقات ترد على الأغنية..أخوّة بقى وكده...بس سعادتي مش بس لانه أخويا وكاتب تلك الأغنية المهسهسة، بس لأن أخويا مدرس في الجامعة، ومترجم و مفكر، وده إللي يخليني أفخر أكثر إن حد زيه يعلق في بلوجي .

عشان ما تتخنقوش مني ، أكثر من كده، الأغنية أهيه ومستيه تعليقاتكم
وصباحكم ياسمين وكرازنتس وإكلير وكل حاجة حلوة في الدنيا :)

استوب

حبيبي الغالي عليّ
إللي ملاني جراح
بيحاول يلعب بيّ
دايما مسا وصباح
قفل بالضب عليّ
وخد معاه المفتاح

حبيبي بالراحة عليّ
ده أنا قلبي حتة تفاح
اقطم فيه بحنية
وكده أنا حاكون مرتاح

حبيبي يا حلو يا عنبر
ده أنا لسه في التليين
خف السرعة عليّ
وحاسب ع البنزين

استوب استوب استوب
ما بلاش شغل الهيلاهوب
عايز تملك قلبي
املكه يا حبيبي بالحب

ما بلاش شغل الحركات
والآه والنظرات
فاكر قلبي يضعف
واللا ميزانه يطب
استوب استوب استوب

كلاكيت مصر الجديدة



مرة واحدة صاحبتي قالت لي أن الولاد يحبوا البنت إللي تحسسهم إنها جامدة أوي و جميلة أوي وأنا لا جامدة ولا جميلة
..
قصدك يعني تكون سوبرومان؟ مش لازم يعني البنت تدخل مع إللي بتحبه ماتش ملاكمة عشان تحسسوا إنها بتحبه، كفاية إنها تحس من جواها إنها جميلة عشان تحسسوا إنها جميلة، وبعدين أنت مش جميلة؟
أصلهم كانوا دايما يقولوا نجوى مش طالعة بيضة وحلوة زي أمها
.
يعني ما فيش راجل قالك قبل كده إنك جميلة؟
مع احترامي لكل الرجالة إللي قابلتيهم طول حياتك دول ما بيفهموش حاجة. ويعني إيه قوة؟ أنت جاية من المنيا عشان تدوري على صاحبتك تهاني ودي قوة
فيه إيه مالك، أنت بتدوري على حاجة؟!
--------------------------------------------------------------------------
اعتمادا على الذاكرة ، قصة وسيناريو: وسام سليمان ، إخراج: محمد خان
وصباحكم جميعا فل وياسمين :)))

رحلة الألف ميل

ستجد ملامحه أمام وجهك فتشيح بوجهه بعيدا وتغلق عينيك كي لا تري شيئا، ستحدثه فترتبك وينتابك الخجل وكأن شخص آخر تلبسك وكأن إنت مش إنت، وفي لحظات أخرى ستهرب إلي السماء، تنظر إلى السحابات وهي تسير فوقك بينما تقف أنت محلك سر، تطيل النظر إلى الأفق، و تلوم نفسك إنك اخترت الشخص الغلط منذ البداية، وتراقب حركة السحاب وتداخلها فتحس لوهلة إنك ما إلا إنسان عبيط ، أحب إنسانا عبيطا آخر، وتبتسم في أسى وأنت تخرج هاتفك المحمول، تضعط على الحرف الأول من أسمه، و تدوس على كلمة ديليت ، وتؤكد لنفسك عن كذب أو صدق إنه لا يستحقك؛ وتبتعد عنه فيصيبك الألم، وتدفع وجهه بقوه هذه المرة، ويسقط مرة على الأرض أو أخرى تلقي به في النيل؛ وتصعب عليك نفسك، و يهفو خيطا رائقا من الحزن على وجهك، تخفيه وسط الناس والدنيا الزحمة، وتعود إلى نفسك من جديد، وتقنع نفسك كده وكده إنك أكثر قوة الآن ، وإنك لن تتأثر أبدا حتى لو حدثته ، وتكتب الرقم وتمسحه وتغلق شاشة المحمول وتفتحها، و تكاد تبكي فزعا ما أن تمتد يدا إلي كتفك تطبطب عليك، وفي إندهاش تلتفت إليها وإنت تفكر كيف عرف ذلك الشخص إنك ضعيف و تحتاج إليه الأن، وتشكر الله في سرك ، وتضيف رقما جديدا على هاتفك المحمول ، وتبدأ الرحلة من جديد، ترتسم ملامحه أمام وجهك، تتأمل السحابات التي لا تتوقف عن السير، ثم تقترب فيبتعد، و تبتعد فيقترب، و تظل تبحث عن الحقيقية ولا تجدها، وتهرب إلى نفسك من جديد، وتخرج من عزلتك، فتطل برأسك على الدنيا لتكتشف إنك في رحلة أبدية من البحث وإن كل ما فعلته هو أنك تحركت بضعة أمتار إلى الأمام وإن السحاب تسير فوقك وأنت لا يزال أمامك مسافات وأميال.

نشر في الدستور أولا (كنص أدبي)

الدنيا حبة صور

منذ فترة قريبة كنت أظن إنه ليس من اللائق أن أضع صورة خاصة بي في المدونة، ربما لأني شخص يميل للتحقظ بالأساس أو لأني لا زالت احتفظ بفكرة عن الحياة والناس قد تدعوك للابتسام والدهشة في بعض الأحيان، ثم فكرت أن كل شيء يتغير في هذه الدنيا وأن كلنا راحلين وما يبقى على وجه التحديد هو عملك الطيب (كما يقولون) وحبة صور!

الصورة هي إذن :


على اليمين تجلس زميلتي العزيزة نهى محمود، في المنتصف الأستاذ بهاء طاهر و على اليسار أجلس.

مهما قلت من كلمات شكر للروائي الكبير ، فلن أفيه حقه ليس فقط لأنه كان فرحا بالترحيب بنا حين قابلناه مصادفة في مكتبة ديوان، فاستشعرت معه بنفس الفرحة التي تنتابني حين أقابل أبي مصادفة وكأني كنت أبحث عنه في الدنيا الواسعة دون أن أدري، ولا لأنه اتاح لنا مساحة من حديثه الرقراق فشعرت بالفعل إني أمام جدول من الماء أقف مدهوشة أمامه وأنا أقول لنفسي إن الله لابد راضيا عني وإلا لما وضع أمامي كل هذا الخير، ولا حتى لأنه قال لي إنه يتابع مدونتي وإنه قرأ البوست الذي كتبته عن واحة الغروب وظللت أقول له وأنا ابتسم في سري إني ضربت محمود بالقلم لأنه ضايقني ولأنه يستحق، ليس لهذه الأشياء منفردة أشكره، بل لشي آخر لا يمكني تعريفه أو التعبير عنه ، لتلك المشاعر الغريبة التي انتابتني وكأن أبي وأمي كانا يحتضناي وكأن كل من أحب يعطونني الورود والهدايا ، وكأن الكون بأكمله تجسد في صورة ساحرة طيبة تنثر علي النجوم وتهدهد قلبي، لكل تلك الأشياء التي لا أعرف كيف أصفها أشكره، وبقى أن أشكر أيضا زميلي العزيز الذي التقط هذه الصورة بكل ما حملت من معاني وذكريات...

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...