مغفل!

الآن بعد يوم شاق و تعب أفكر في شكل هذا الإنسان الذي قبل ما رفضه غيره من سماوات وجبال وأرض؟ أين كان عقله حينئذ؟ وكيف تكون الجبال والسماوات أكثر حكمة من الإنسان؟ أحس بالحياة أحيانا حملا عليّ، شيئا أكبر من قدراتي، وقت الإمتحانات، تبدو الدرجات التي أضعها على الأوراق لامعة بشكل ما، العدل الكامل يبدو شيئا بعيدا، وأنا أسلم الدرجات، اسرح في خاطر ، إني قدمت استقالتي، ارتاح من وضع درجات على أوراق قد تغير مصير أصحابها، اعتراف الناس بك، ابتسامة أمك في وجهك في الصباح، نظرة الرضا في عينيك، قد تساوي في حقيقة الأمر درجة واحدة، نقله من ساقط لمقبول، ومن جيد إلى جيد جدا، ومن عاطل لمعيد في الجامعة؛ لو كان الأمر بيدي لأعطيت الجميع نفس الدرجات وتركت التقييم النهائي للامتحان المكتوب؟
يلازمني هاجس بأن كلبا ضالا سيخرج بين العربات أثناء سيري في الشارع، مررت بحادثة مشابهة وأنا صغيرة، خرج كلب من بيت صديقتي وأنا أودعها، اصابني ذعر، لم أجر، استدرت وأنا أشيح بيدي إليه: احترم نفسك، بقولك احترم نفسك اخرس! ابتعد عني، صديقتي كانت تضحك... في الطائرات أطيل النظر للسحاب، المباني و الأهرامات، وكل شيء يكون صغيرا، عدا الجالسين في الطائرة، البشاوات والهوانم الذي يغمض البعض عينية، بينما يحدق البعض الآخر من الشبابيك.
في لحظات الوحدة، في استراحة فيلم في السينما، أو في باحة مسجد قديم، احلم إني تزوجت وأنجبت أطفالا ثم خبئتهم في رحم العدم، اقول لهم إني أحبهم جدا، لذا اشفقت عليهم ، افكر الآن في شيء آخر، الكتابة تبدو لي مخلوقا بديعا، يذكرني الناس به، لا يحمل أمانات، بل أفكار بأجنحة.

1 comment:

mhmdwahab said...
This comment has been removed by the author.

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...