كرسي رقم اتنين وعشرين

في صالة السينما، سيكون هو بجوارك، بكيانه الشفاف البلوري ، بوقاره، بحذائه اللميع و وقدمه التي يضعها فوق القدم وحين ترين الناس في الصالة وجهين متلاصقين لرجل وامراه ، ستلتفين إليه وتشكرينه: "الحقيقية أنا مش عارفة أشكرك إزاي! كل مرة لما اروح السينما كده لازم تيجي معايا! أنت جنتي أوي!" و تكون الموسيقى الهادئة قد بدأت حين يأخذك هو بين ذراعيه ويجوب بك الصالة، وتحسين بلمس يده على جسدك دافئا كبقعة من النور، و إلى الستائر الطويلة، ستختبئان وتظهران، كتجربة عملية إنكما أصبحتما كائنين بلورين ليس لأحد من هؤلاء الجالسين أن يراكما، وتتحولان في لحظات إلى منديل يطير، وردي اللون...كذلك الذي سقط في إعلان زبادي قديم...ستداعبان به الطفل الذي يجلس وحده ويحس بالغربة مثلك، سيجد المنديل يسقط على يده، وسينظر يمينا ويسارا يبحث عن الفتاة التي سقط منها إيشاربها الوردي القصيروحين يبدأ الفيلم، ستعودان كما كنتما ، في نفس المكان ...بنفس تريب الكراسي... سينما التحرير... بلكون ...كرسي رقم واحد وعشرين ...كرسي رقم اتين وعشرين... وسيطمأنك هو حين تنزعجين قليلا حين يزيد معدل طلقات الرصاص في منتصف الفيلم، وفي الاستراحة ستجديه يقص لك أحداث الفيلم، رآه قبل ذلك ثلاث مرات، لكنه أتي اليوم فقط كي يكون معك! وستغالبين شعور بالملل تجاهه: يا عم أنا مش عايزاك تحكي لي حاجة! وحين ينتهي الفيلم و يلفحك الهواء البارد خارج الصالة، سيكون هو بجوارك، ستسيران سويا، تركبان المترو، تصلان إلى البيت، وسيسابقك هو في الصغط على الجرس...وسيُفتح لك الباب ومسحة من السعادة تعلو وجهك... تزول بعد ذلك كلما تذكرتيه بحذائه اللميع، بكيانه البلوري، و قدمه التي يضعها فوق القدم ...

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...