كنت أقف في "هاف برايس بوكس" ، في يدي ورقة دونت عليها الكتب التي أريدها؛ امر بعيني على عنوانين الكتب فلا اتبين سوى إنها لمؤلفين أسمائهم بالإنجليزية، اعرف إني لست من هؤلاء الذين يبحثون على الأشياء فيجدوها في لمح البصر، ربما لا أكون كذلك، لكن هذا ما اتصور، اقترب رجل مني، تبادر إلى ذهني إنه يريد أن يمر، تحركت خطوة للإمام لكي اسمح له بالمرور، لكنه ردد ناظرا إلى ظهري:
No Stand Still
فكرت إن حشرة تقف على ظهري، كتلك الحشرة التي ركلتها بضربة من أصبعي عندما كنت في مطار "نيويورك" في انتظار الطائرة التي ستحملني إلى "ديترويت" ومن هناك إلى "لويفل"؛ انتظرت لثوان قزفة الأصابع التي ستلقي بالحشرة بعيدا ؛لكن شيئا لم يحدث، استدرت إليه، كان شيئا ما يعلق في يده، لا ادرك كم استغرق الوقت التي سقطت فيها الشعره من يد الرجل إلى راحة يدي التي فتحتها تلقائيا لاستقبال الشعره، ربما لأني كنت اخشى أن يسلمنى الرجل الشعرة في يدي فتتلامس أيدينا، فكرت إنه من الأحسن أن افتح راحة يدي لكي تسقط الشعرة عليها، استغرق الوقت ثانية أو ثانيتين، كنت كمن ظل يسير وقت طويل في طريق واكتشفت إن بجواره جدول ماء؛ هل سقوط الشعر على الكتف هنا شيئا يستحق أن تلفت الشخص الآخر بشأنه؟ لم استبعد احتمال إن الرجل كان يعاكس؛ لكن يعاكس مين؟ البنات هنا كثير منهن ممتلئ الأجسام، يرتدين جونلات و شورتات قصيرة تكشف عن أجسام فتيات في نهاية الأمر، حركت رقبتي اتأملته وهو يعبر من خلفي، رجل بشعر أصفر، بفارق واضح على الجانب، يحرك راحة يديه يمينا ويسارا، كإنه يستجيب للحن ما، هل في شعري شيئا ما يلفت النظر؟ شعري يسقط في الفرشاة وعلى الأرض كلما قمت بتمشيطة، يسقط كثيرا أيضا عندما أقص شعري عند الكوافير، لو لم تسقط الشعره على يدي بالتصوير البطيئ، كإنها قطرة ماء تسقط في إناء معدني، لما اصابني الارتباك الآن؛ استدرت للخلف فوجدت دكتور "بايرز" ، قلت له إني ابحث عن "أتونيمنت" ، ثانية هو زمن استدارة رقبتي من الخلف إلى الأمام، استقر الأسم في عيني، سحبت الكتاب ، سرت ابحث عن الكتب الأخرى، جميعها وجدته عدا واحد،