هاجر

كل يوم أسأل نفسي نفس السؤال: إيه إللي يخلي الواحد يقعد في البلد دي؟ حد يجيب لي حاجة واحدة تستاهل إننا نكمل فيها؟ إنك تسمع الأذان مثلا؟ ما إنت هناك برضوا ممكن تسمع الأذان ع الموبايل. حتقول لي إننا ناس متدنين، وحنفتقد الروح دي. حقول لك إن التدين عندنا بقى شعارات تشوفها متعلقه ع العربيات و بوسترات متعلقه تقول لك صلي و صوم، وصلي ع النبي، في الوقت إللي أنت سايب فيه ناس زي برنارد لويس وغيرهم يهاجموا الإسلام و أنت قاعد تتفرج عليهم، لأ ومش بس كده الحقيقية أنت بتأكد إنك بالفعل متخلف، لما تطلع في شوية مظاهرات وتهلل ضد شوية رسومات وكأن الإسلام إللي فضل عشر قرون ماسك شعلة الحضارة هو بيت من ورق حينهار لمجرد أن واحد نفخ فيه؟
ليه ما نهاجرش؟ هو مش الرسول (عليه الصلاة والسلام) هاجر لما لقى إنه قعاده في مكة مش حيؤدي أهدافه لنصرة الإسلام، ونصرة الإسلام دلوقت أكيد مش إنك تفضل قاعد في بلد في النفس الأخير، ولا إنك تروح تصلي في الجامع وتقول كام حديث نبوي وغيرك وصل لقمة التقدم العلمي والحضاري؟

هو مش القعاد في البلد دي يبقى كده مضيعة في العمر، وحرام؟ حرام لإن الإسلام طالبك إنك تكون في المقدمة وإنت دلوقت يا عيني ولا حاجة خالص، وحرام لإنك في إيدك تصحح الصورة وإنت برضوا مش بتعمل حاجة.

فاضل حاجة وحيدة متيهألي هي إللي ممكن تصعب عليك بجد، الناس الطيبين إللي بتقابلهم في الشارع كل يوم، بياع النعناع إللي جنب بيتكم، إللي ماشي بعجلة و بيحمد ربنا على الفطار والعشا، شرب الشاي مع والدتك واللا والدك في العصاري بالنعناع برضوا، كل ده أكيد حيصعب عليك. بس برضوا ...الهجرة دلوقت جهاد.

ليه ما نهرجش بس؟ إذا كانت الطيور بتهاجر

16 comments:

Dr. Diaa Elnaggar said...

عزيزتي ايمو،
شكلك كنتي عايزاني اكتبلك قصيدة "حكمة العصفور" للشاعر المصري حسن كامل الصيرفي التي كتبها بعد خروجه من المعتقل ايام عبد الناصر وكان ينوي الهجرة، ولكنه لاحظ ان العصفور الذي كان لديه كان قد خرج من القفص ولكنه أي العصفور عاد طواعية إلى القفص ليموت فيه بعد 3 ايام، فكان أن كتب قصيدته التي اراها ردا سلميا وشعريا لا بأس بهما على مدونتك هذه المليئة بالانكسار والاحباط.

حكمة العصفور

قد عاد إلى القفص المهجور
واشتاق لآسره المأسور
الحكمة من هذا العصفور
اسمى من فهم البشرية
*
قد عاد لينفض أحلامه
فى قفص عاصر ايامه
كم ردد فيه أنغامه
وتناسى تلك الأغنية
الحرية .. الحرية .. الحرية !
*
إن فـّر أبـىّ من وطنه
هل فر شجى من شجنه
أو أطلق حى من زمنه ؟
القيد شقيق الأبدية ...
*
فى الفكرة قيد للفكرة
فى القوة قيد للقدرة
فى الثورة قيد للثورة
والحر أسير الحرية .
*
ميلادى قيد لمماتى
نومى تقييد لحياتى
لغتى تتملك كلماتى
والوهم الوهم : الحرية
*
وطن الإنسان
رغم القضبان
فى كل لسان
أحلى من لفظة " حرية " !

وانا معك ان حالنا فرديا وجماعيا لا يدعو للتفاؤل ولا ينبأ عن خير بأي شكل من الأشكال، واراني في حالنا هذا اتذكر الشاعر العظيم نجيب سرور الذي احب نخاع قلبه وعقله هذا البلد حينما تحدث عن الشتات الداخلي:

انا ابويا جدع .. قصدى ابويا كان
وعاش غريب فى الوطن .. ياقسوة الغربة
وترابنا من عهد خوفو بيحضن الجدعان
مبروك عليك التراب يا نازل التربه !

ومع ذلك فإنني لازلت أبحث عن نور الأمل في ظلمات اليأس, و وأرى ان الحل يكمن في الهجرة الداخلية، كل انسان يهاجر إلى نفسه اولا، يدرك اخطاءه، يحاول تصحيحها،ويحاول تصحيح مجتمعه من خلال نفسه. وعلى كل من يريد أن يصلح من حال هذه البلد أن يقوم بدوره في تحقيق هذه الهجرة عند نفسه وعند الآخرين، اما ترك البلد "مفروشة للغربان" على رأي نجيب سرور فهذا لن يتقدم بمصر إلا للوراء، ومهما كان الوضع ممسوخ الملامح، مشوه القسمات فإنني أتذكر الشاعر العظيم نجيب سرور حينما قال ايضا:

إياك تقول م العذاب هذا جناه ابى
"ما كنت اقولها وكان أوْلى "أبويا جناه
أبويا مجنى عليه زيى .. وياما غبي
قال ع القتيل انه قاتل .. آه يا شهدى آه

(شهدي هو ابن نجيب سرور)

واختم بأبيات أحمد مطر الرائعة في
قصيدة "آيه النسف"

لا تهاجر ،
اركب الناقة
واشحن ألف طن ،
قف كما أنت
ورتل آية النسف
على رأس الوثن،
إنهم قد جنحوا للسلم
فاجنح للذخائر ،
.ليعود الوطن المنفي
منصورا إلى أرض الوطن

بلدنا حلوة أوي يا استاذه ايمو، بلدنا حلوة وتستحق

آسف على الإطاله ولكن لكل حديث مقاله
تحياتي واحتراماتي
ضياء

Anonymous said...

هو الاكتئاب وصل معاكى للتفكير ف الهجرة ياشيمو؟! ليه بس كده؟! ولا ليه ايه.. على فكره أنا بقيت باكره اللى يسألنى مالك زعلانه ليه وده لإن الأسباب ماينفعش اختزلها ف واحد اتنين تلاته وحد يطبطب عليا وتتحل المشاكل.. الاكتئاب بقى سمة والأسى بقى النورمال
بس عجبنى تعليق د.ضياء المحشى شعر ده- بالراحه شويه علينا يافندم- باشترك معاه ف الرأى وأؤيد فكرة الهجرة الداخلية.. عارفه إنها صعبة ومؤلمة وخصوصاً فى غياب القدوة والصحاب اللى يسندوا الواحد لو اتكعبل أو وقع بس عارفه ياشيمو الواحد أخد ع المشى لوحده.. ونصيحتى كل واحد يشد حيله ويقف لوحده وينفض التراب اللى اتمرمغ فيه ويخدم البلد دى بأى شكل ولو باع نعناع- بس يبيعه بضمير

Reemo said...

علشان أهاجر عايزه آخد معايا اخواتى وباب واصحابى وبيتى وكل حاجه بحبها وجيرانى وشارعى
عايزه آخد معايا كل حاجه
كل اللى مخلينى موجوده هنا
لانى وجودى هنا سببه كل الحاجات دى
الوجود سببه الناس مش المكان
مش مهم أنا فين فى أى بلد
ممكن يكون كلامى صادم شويه
بس هو ده فعلا اللى مخلينى هنا
أنا اتنقلت بين بلاد كتير واستقر بيا الحال هنا فى مصر
واللى مخلينى افضل هنا هى كل الحاجات اللى ذكرتها
ولو فى يوم هفكر اهاجر هبقى عايزه آخد كل حاجه معايا لانى ببساطه مش هقدر استغنى عنهم
وده طبعا مستحيل فالحل الوحيد انى اكون هنا بكل المساوئ اللى الواحد بيشوفها هنا بس كفايه وجود الناس دى حواليه
وكفايه سعادته اللى يحسها وهو معاهم
ومن ناحيه االمساوئ مفيش ولا مكان فى العالم كله مفهوش مساوئ
بس الفرق هنا هتلاقىاللى بيخفف عنك
لكن هنا هتكونى لوحدك
يبقى هنا أكيد احسن
تحياتى واحترامى

Dr. Diaa Elnaggar said...

عزيزتي ايمو،
مش عارف ليه فكرتني مدونتك المسافرة دي باغنية على الحجار "هناالقاهرة" هي مناسبة للحالة وهي أيضا رد شعري جميل على مدونتك، ومعلهش يا هبه ، نعمل ايه ، على رأي صلاح عبد الصبور في مسرحية "الأميرة تنتظر" إلا الشعر يا مولاتي.

هنا القاهرة
كلمات المبدع سيد حجاب

هنا القاهرة الساحرة الآسِرة
الهادرة الساهرة الساترة السافرة
هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة النيّرة الخيّرة الطاهرة
هنا القاهرة الساخرة القادرة الصابرة المنذرة الثائرة الظافرة
صدى الهمس في الزحمة و الشوشرة
أسى الوحدة في اللمة و النتورة
هنا الحب و الكدب و المنظرة
نشا الغش في الوش و الإفترا
هنا القرش و الرش و القش و السمسرة
هنا الحب و الحق و الرحمة و المغفرة
و انا ف قلب دوامتك الدايرة بينا
بصرّخ بحبّك يا أجمل مدينة
يا ضحكة حزينة .. يا طايشة و رزينة
بحبّك و اعفّر جبيني في ترابك
و اعيش في رحابِك و أقف جنب بابك
جنايني أروي بالدم وردة شبابك
يا زينة جنينة حياتنا اللعينة
بحبّك يا بنت اللذين
بحبّك

وما ينطبق على القاهرة ينطبق على مصر، بس تعليق صغير على الماشي، مصر تستحق ما هو افضل من ذلك، وانقم عليهاوحبها واخلص في نهضتها بجد،ومتخليش حبك ليها على مستوى "حسن الظن" فقد سئل الامام حسن البصري عن اليهود أنهم قالوا انا احسنا الظن بالله، فرد: وقد كذبوا، فلو احسنوا الظن لأحسنوا العمل، وعلى رأي نجيب سرور في الخاتمة:

اكره واكره واكره بس حب النيل
وحب مصر اللى فيها مبدأ الدنيا
دى مصر يا شهدى فى الجغرافيا ما لها مثيل
وفى التاريخ عمرها ما كانت التانيه
يعنى ها تطلع كده الأول باذن الله
فى الشعر والنثر والطيران وما شئتم
يعنى ها تطلع كده راجل باذن الله
مش م الخنافس تخاف من هجمة الفانتوم

في حكمة ألمانية باعتبرها حكمة حياتي :
Everybody is born as an original, but most of people die as a copy.

أعذروني لو الترجمة مش مضبوطه قوي، لكنها اظنها مفهومة، والسؤال ببساطة فين تقدر تعيش اصل مش صورة؟ في مصر ولا في الهجرة؟ وبالمناسبة يا ايمو، الطيور لما بتهاجر بتهاجر عشان ترجع تاني، لأن حتى الطيور عايزة تعيش وتموت أصل مش صورة مكررة.

بالمناسبة لنك (رابط) الاغنية اللي عايز يسمعها

http://www.4shared.com/file/16930628/a64f0acb/3aly_el-7aggar_hona_elqahera.html

تحياتي واحتراماتي وآسف على الإطاله ولكن لكل حديث مقاله
ضياء

تــسنيـم said...

مش عارفة أقولك إييه.. قريت البوست ده الصبح قبل ما أنزل الشغل وكنت ناوية أعلق عليه بقصيدة أحمد مطر..
لا تهاجر

ولكني عدت فتذكرت قول نزار قباني:
يا وطني كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحريه
فهي تموت خارج الأوطان ...

فهل كُتب على من يحترف الحرية أن يهاجر؟؟
أعلم أنه لا كرامة لنبي في وطنه ولكن كل نبي عاد_ منتصرا_ في النهاية إلى وطنه لذلك سأردد مع أحمد مطر

أنت مطلوب على كل المحاور،
لا تهاجر،
اركب الناقة و اشحن ألف طن
قف كما أنت و رتل آية النسف
على رأس الوثن
انهم قد جنحوا للسلم
فاجنح للذخائر
ليعود الوطن المنسي
منصورا إلى ارض الوطن.

Shaimaa Zaher said...

لونا: القصيدة حلوة أوي وقصة العصفور مؤثرة جدا..وانا لغاية دلوقتي مستغربة إزاي إنت حافظ الحاجات دي عن ظهر قلب :)

بس خليني أرد عليك في الآخر
---------------

هبه: أنا كمان بقيت مؤمنة بفكرة المشي لوحدك، وما خفيش عليكي يا هبه إني بقيت كده خالص في الفترة الأخيرة ...لأني كمان شفت حاجات وقصص لناس حواليّ خليتني مقتنعة جدا بالفكرة دي...مفيش أحسن من المشي ده.
وجملة جميلة أوي إللي أنت قلتيها: لو بتبيع نعناع بيعه بضمير

تحياتي :))))

---------------
ريمو: عندك حق...لو حتى أخدتي أخواتك والأسرة مش حتقدري تاخدي الشوارع ولا بياع الفول والطعمية والترمس و العرق سوس...ودي حاجات كلها باحبها جدا..
بس إللي إحنا فيه ده كثير أوي..ومش عارفة بجد لغاية أمتى حنفضل نتكلم عن الشوارع والبيوت ومفيش حل..يمكن الهجرة تكون أفضل الحلول

تحياتي وإحترامي ومحبتي لكلامك الرقيق

--------------------
تسنيم: جميلة قصيدة نيزار قباني..فيها بساطة وعمق في نفس الوقت

وكلامك طبعا له منطق..بس عشان الرسول (ص ع) انتصر فعاد. هو لما لقى إنه عقاده في مكة مش حيساعده في تحقيق هدفه هاجر لمكان ممكن يحقق فيه هدفه..وحقق هدفه بالفعل فكان الطبيعي إنه يرجع
إنما هنا يا تسنيم إحنا مش بنحقق أي أهداف...الفرص قليلة أوي ..عارفة أحيانا باحس إننا زي ما نكون كلنا واقفين في إشارة مرور الساعة اتنين الظهر في عز الحر..عارفة انتي الحالة دي. إحنا كده

بس كلامك أسعدني وجميل إنك بتحبي الشعر..

تحياتي :))

Shaimaa Zaher said...

لونا تاني:
صباحك فل الأول و ياسمين و كده

ما هو أنا عشان باحترمها ، في مرحلة معينة مش حاقدر أكمل معاها.
مش أحيانا تضطر تبعد عن إنسان مثلا حفاظا عليه؟ لو كان بيحبك وإنت ما بتحبوش ، يبقى حتبعد عنه عشان ما تجرحوش و تعيشوش في أوهام..وفي ظروف تانية ممكن تقطع علاقتك بإنسان حفاظا على عشره أو ذكريات طيبة أو لإنك مش قادر تشوفه حد ضعيف مثلا..دي كلها ممكن تكون أسباب ليه تبعد عن إنسان، طب لو بلد ليه ما تعملش كده برضوا؟

ليه دايما بنبص للي بيهاجر على إنك تزوج زوجة تانية أو إنه خاين..مع إنه من ناحية تانية إللي ياخد قرار الهجرة ده حد بيحترم تراب البلد دي، وبتحمل الغربة والبعد لهدف أسمى و عملي أكثر

الهجرة "الداخلية " ممكن يكون حل بديل، بس للأسف بيُجهض في ظل ناس بتحاول تاخدك معاها للخلف لو حاولت إنت تطلع للإمام، صحيح إنك لو عايز تتحرك لقدام مفيش قوة حتقف قصادك بس الضغوط عليك حتبقى كبيرة أوي..وحزينة ومؤسفة..
ثم إنت لما حتهاجر للغرب، إنت حيكون لك إسهام علمي و إنساني أكبر، وإللي يفيد المسلمين دلوقتي إنهم يهاجروا ويسيبوا في رحلة عمرهم إنجاز يفضل، لإن طول ما إنت هنا مش حيكون لك إنجازات أو إنجازات محدودة جدا.

بس كده يا سيدي وبما إنك بقى هريني شعر فخليني أنا كمان أعمل زيك وأقول لك كلمات أغنية بحبها أوي، حسين الجسمي:

بعدت وكنت حاعمل إيه
مين اختار غربته بإديه
لكن حبك ده ما نستهوش
وعاش فيّ

ليه أتأسف على الغيبة
ما غبتيش لحظة وقريبة
ماحدش عنده كده طيبة وحنية

وكأن الوقت في بعدك واقف ما بيمشيش
وكأنك كنت معايا بعدتي وما مبعدتيش

وبحبك وحشتيني

وأخيرا أحب أقولك يا دودو:

آسفة على الإطالة ولكن لكل حديث مقالة :))))
بوسات وورود وكده

Muhammad said...

لا أدري .. لكنني لا أملك - هذه المرة - إلا أن أتكلم

بداية: أشيد جدا بالتعليقات السابقة. من أجمل ما قرأت تعليقا على بوست مدوَّن. و قد ذكروا - حفظهم الله - كل ما كنت أبغي قوله عن الوطن و الأمكنة. عن البشر و الذكريات. و بين سطورهم نفس الزخم الذي تضيق عنه الكلمات فيظل في الصدر هما موجعا، و مفرحا أيضا

عودة للبوست: هاجر النبي - عن وحي - إلى المدينة حتى مكّن الله لدينه فكانت العودة إلى مكة عام الفتح. لكن - و دعينا نكن أكثر واقعية - من ذا الذي يهاجر - الآن - عن مبدأ كهذا؟ من الذي يهاجر حتى يعود إلى الوطن محملا بورود تغير قبحه؟ هل يعودون أصلا؟ و هل - إن عادوا - يغيرون؟ و هل رحلوا - منذ البدء - بهذا القصد؟ أليست المسألة مجرد بحث عن الخلاص الشخصي، و المجد الذاتي؟ "أنا أهاجر من أجلي، و لا تحدثني عن الوطن، فلم يقدم لي شيئا حتى أرد الإحسان إحسانا". أزعم أن هذا تماما ما يحدث. لكن أنهم يهاجرون بقصد بناء الوطن و نقل الحضارة، فهذا - بزعمي - لا يؤيده الواقع

حتى علماؤنا الذين نالوا علومهم في الخارج، و صار علمهم للخارج .. لا تقنعوني أنهم قدموا شيئا لهذا الوطن. فقط بعض الأشياء التي يقوم بها المقيمون - قدر استطاعتهم - و كثيرا من الصخب الإعلامي. و لست هنا بمعرض نقد لهم، فقط أحاول استبيان الأمور و عدم تحميلها أكثر مما تحتمل. لست أنقم على أحمد زويل - مثلا - حياته الأمريكية، و مكانته العلمية، لكن فقط لا تخدعوني بأنه هاجر - أصلا - من أجلي، و من أجل الوطن. يهاجر مَن يهاجر لأن مناخ الوطن صار طاردا لأبنائه، فيبحث كلٌّ عن خلاصه الذاتي .. هذا ما أصدقه

تقولين: ونصرة الإسلام دلوقت أكيد مش إنك تفضل قاعد في بلد في النفس الأخير، ولا إنك تروح تصلي في الجامع وتقول كام حديث نبوي وغيرك وصل لقمة التقدم العلمي والحضاري

كلنا في التخلف سواء، لكن لكل - في تخلفه - طريقة. أنتِ أدرى مني - كونك دارسة للأدب الإنجليزي - بالأرض اليباب لإليوت. هل ارتضى أبناء الحضارة الغربية ما وصلوا إليه؟ هل سموه حضارة، رغم كل هذا الصخب التكنولوجي المتسارع؟ هل بهجرتي إلى الخارج سأحصّل السلام النفسي حتى و إن حصّلت العلوم؟ أم سأكون صورة مكررة للإنسان الغربي الأكثر قلقا أو الأكثر غباءا؟

أخشى أن الأزمة صارت إنسانية أكثر منها محلية، و صارت أكثر تعقيدا مما نظن، و لا أظن الهجرة تقدم حلا مطمْئنا لكل هذا التشوه

ربما أبدو و قد استطردت خارج الموضوع، لكنني أراه وثيق الصلة

عودة إلى العاطفة: الوطن - يا صديقتي - نعمة. نعمةٌ أن يكون لك وطن. و إلا فعلام كل هذا الضجيج الفلسطيني؟ و علام كلامهم عن حق العودة؟ ربما لن يجد اللاجئون في فلسطين ما يجدونه في الخارج. ربما أيضا لن يعودوا بقصد بناء وطن متقدم. لكنهم - على أية حال - يريدون العودة. و لنخض في العاطفة أكثر فنذكر بياراتهم و أشجار برتقالهم و زيتونهم. هذا فقط ما يريدون، بلا حضارة، و بلا تقدم آلي

قال أحدهم بعد أن نزح إلى الخارج: حبيبتي سعاد - أخاف يا حبيبتي في هذه البلاد - أن يدفنوني، إن دُفنت - دونما كفن .. لكن على أسوأ الظروف سأجد في وطني من يكفنني

يَنهى أبو محمود درويش ولده عن السفر، لتأتي - من بعده - شيماء فتغرينا به
:)

و على فكرة، آه لما أروح أصلي في الجامع و أقول كام حديث نبوي يبقى ده من نصرة الإسلام
:)

لكِ التحية

soha zaky said...

شيماء ، لو تعرفى اد أيه هى جميلة بس ، لا انت عارفه ، افتكرى لمتنا سوا ، افتكرى فطار رمضان أفتكرى زيطة الشارع بخناقته وافراحه المتنيمكيش طول الليل ، افتكرى انك تقدرى ترجعى فى وقت متأخر من غير ما تلاقى حد متربصلك ورا الحيطة ـ او ناس تفهمك غلط او مضطرة تدفعى تمن مش تمام لانك بتخرجى لوحدك وبتتعامل مع الصبيان وكدا ، فى حاجات صغيرة وهابلة وعبيطة لكن زى ما قال لونا اللى لخص كل اللى نفسى اقوله وهبة المنصورى اللى واضح انها قاصة من طريقة ردها ، ان فعلا علشان تسافرى محتاجة تخدى معاك كل حاجة بتحبيها الا لو مكنتيش بتحبى حاجة ودى بقى حاجة تانية خالص

Dr. Diaa Elnaggar said...

اعزائي رواد البلوج،

المشكلة في موضوع زي ده انه بيخضع للنمط الشهير من النقاشات والسائد خاصة في مصر، ألا وهو النقاش العاطفي، فعلى عكس النقاش العقلاني، يكون في النقاش العاطفي لكل وجه نظر بعض المبررات المقبولة بداهة لأنها نابعة من العاطفة ولا يمكن اخضاعها للمعايير العقلانية، وعليه كل تعليق له وجاههته ولا أظن انه من الممكن الوصول لحلول وسط في هذه القضية. ولكن ما اراه في معظم التعليقات انها متمركزه حول الذات، اي نفع الهجرة او ضررها يتم بحثه من خلال ما ينسحب هذا على الذات، اما ما يخص مصر نفسها، وما تحولت إليه من مزبلة حضارية، وآسف على الكلمة، لكنها للأسف الحقيقة، فلم اجد له مكانا حقيقيا في التعليقات. كما ان هناك حاجة صغيرة تكررت في تعليقات كثيرين ولا ارتاح لها عموما في النقاشات على الطريقة الشرقية وهي نسق "انا مخطئ والآخر مخطئ فكلانا إذن على حق"، فمن المعروف أن خطئين لا يصنعان صحيحا.

وهناك بعض التعليقات السريعة التي اود طرحها هنا:

ايمو: حكاية الابتعاد عن الوطن لأن الواحد بيحترمه فكرني بمن ترك امرأه لأنه لن يوفر لها متطلباتها وارتضى ان تكون في احضان غيره، فكري فيها كده بالراحة، وحاجة كمان ، الموضوع في الاساس ملوش دعوة بنصرة الاسلام، اللي مش قادر ينصر نفسه وانسانيته اولا، كيف بالله عليكم ينصر اي عقيده هو مؤمن بها؟؟؟ وبعدين يعني اخواتنا المسيحيين خارج المعادلة بتاعتنا ولا ايه؟؟؟؟

هبه: اتفق مع ايمو في اعجابها بجملتك عن بيع النعناع بس بضمير، وحد سأل نفسه ما هو الضمير؟ فكروا فيها كده وخلونا نتاقش فيها مرة.

ريمو: من قال بالضرورة ان الجانب العاطفي هنا في مصر أقوى، والصراحة أنا عندي خنقة كبيرة من المجتمعات "الجمعية" اللي زي مصر، حينما يعطي كل انسان لنفسه حق اتخاذ قرارات الآخرين، ما هو ده برضه بيقتل العاطفة، ومن مين قال أنه في الخارج مش حتلاقي كتف تستندي عليه، من خبرتي أقولك أن الموضوع مرتبط بالشخص اللي انتي بتختاريه للتعامل معاه، وزي ما عندنا جدعان وأندال عندهم برضه.

فريكيكو: عجبني تعليقك جدا جدا جدا، لكن عندي تعليق صغير على جملة " كلنا في التخلف سواء". ليس معنى ان الغرب لديه مشاكله النفسية والانسانية، إن الحياة بقى لونها بمبي عندنا، وبعدين انا راضي ذمتك، هل يستويان التخلفان مثلا؟ فقط انظر للرابط (اللنك) ده، وانت حتعرف. بالمناسبة الرابط ده يؤكد نظريتي في أن الهجرة للداخل افضل حل لنخرج مصر من ورطتها الحضارية.
http://www.tortureinegypt.net/node/1086

سهى: ما لا يدرك كله لا يترك كله.

وبما إنني مش صاحب البلوج فإني آسف على الاطالة ولكن لكل حديث مقالة (بما إنك يا ايمو بتحبي الجملة دي على ما يبدو!!!!).

واختم تاني باغنية "هنا القاهرة"

و انا ف قلب دوامتك الدايرة بينا
بصرّخ بحبّك يا أجمل مدينة
يا ضحكة حزينة .. يا طايشة و رزينة
بحبّك و اعفّر جبيني في ترابك
و اعيش في رحابِك و أقف جنب بابك
جنايني أروي بالدم وردة شبابك
يا زينة جنينة حياتنا اللعينة
بحبّك يا بنت اللذين
بحبّك

تحياتي الرقيقة لكل صديق وصديقة

ضياء

Shaimaa Zaher said...

مش عارفة أصراحة..حاسه إن مفيش حد فاهمني...

فريكيكو: أولا إنت فينك يا عم، يعني كان لازم أكلم عن الهجرة عشان تيجي تنورنا..

بس أنا مش شايفة مشكلة خالص إن يكون الهجرة بحث عن خلاص شخصي.وزي ما في نماذج إنت ذكرتهم مافيدوش الوطن كثير وممكن لأسباب خارجة عن إرادتهم وتعود للوطن نفسه، فيه ناس تانية العكس

عندك مثلا إدوارد سعيد..إللي أفاد المسلمين أكثر من ميت مسلم جوا الأوطان
مجدي يعقوب ..إللي على حد علمي بيجي يعمل عمليات بالمجان كل فترة

ثم تفتكر لو كان أحمد زويل قعد هنا في مصر ، كان حيحقق الإنجاز العلمي إللي حققه بره، كان حيبقى مصيره زي أي أستاذ موهوب في البلد ، وياخد الجايزة التقديرية واللا التسجيعية

مين أحسن في الحالة دي: إنه يفضل في السجل الحضاري إن عالم مسلم مصري كان له إنجاز ما في مجال من المجالات، ولا كان يقعد في البلد وإنجازاته حتبقى محدودة لأن الإمكانيات والحرية محدودة

-------------------------

سهى: كل الحاجات دي جميلة بس حنفضل لغاية أمتى نقول كفاية إن مصر بنشرب فيها شاي بالنعناع ونقعد في البلكونة ونتكلم مع أصحابنا
كل ده جميل وده إللي مصبر الواحد، بس لو فعلا عايزين نتقدم يبقى النزوح إلى الغرب في رأيي هو الحل الأمثل

-----------------------
د.ضياء النجار: المسيحين مش خارج المعادلة ولا حاجة، ومثال بسيط لذلك هو إدوارد سعيد نفسه
بس أنا في التدوينة دي كنت باكلم عن حاجة محددة إن الهجرة للغرب (مش للسعودية مثلا واللا الإمارات) ممكن يساعد في تحسين صورتك كمسلم...عشان كده ماهياش فكرة خلاص شخصي لأني سهل جدا مثلا اروح اشتغل في أي بلد عربي ...بس ده مش الهدف..
الهدف إنك تهاجر لمكان منقدم علميا وحضاريا، فإنت تقدر تطور نفسك و تحسن صورة المسلمين بره ، حتى لو ده حصل بشكل غير مباشر، لأنه كفاية إن يبقى لمسلم إنجاز علمي في مجال ما. ده برضوا جزء من تحسين الصورة

أنتم نورتم جميعا
بس سؤال صغير لد.ضياء:
فين المدونة؟ عايزين نقرا ونعلق بقى!

وبأنها طلبت معاي هسس حالا بفكرهم بأغنية عن مصر من الطفولة:
كل بلاد الدنيا جميلة لكن أجمل من وطني لا..لا ..لا..لا..لا..لأ
وبحب الدنيا دي بحالها، لكن أجمل من وطني لا.لا..لا..لا ..لا ..لا

وصباحكم جميعا ياسمين وفل :))))

شيمـــــاء said...

وتفتكرى هنروح فين ؟
مبقاش زى ايام الرسول عليه الصلاة والسلام المكان اللى يخلينا نقدر
نهاجر و نعمل اللى بتقولى عليه

انا من رايى اللى ميقدرش يعمل حاجة هنا مش هيقدر يعملها فى حته تانيه

و اللى مش هيقدر يستبيع فى بلده مش هيستبيع فى حتة تانية

زى ما صلاح جاهين
و ألعن ابوها واحبها

Dr. Diaa Elnaggar said...

عزيزتي ايمو،
نموذجان بسيطان لمن ينهض بالبلد من جوه البلد، برافو عليهم بجد. وياريت كل واحد صاحب مدونه يزود اللنكين دول.

http://egyptwatchman.blogspot.com/

http://www.omraneya.net


وبالمناسبة ده كليب لاغنية شيرين "مشربتش من نيلها" عمله واحد بيحب البلد دي وباقي فيها شوفوه لو لسه ما شفتوهوشي واقروا تعليقه لأنه لطيف

http://www.omraneya.net/node/155543

تحياتي واحتراماتي

ضياء

معاذ رياض said...

أنا ماعنديش مانع أهاجر طبعا، بس لو فيه فرصة مناسبة

وإذا كان الشاي بالنعناع هو المشكلة ، أكيد البلد اللي حاروحها حايكون فيها شاي ونعناع أحسن من هناو مش ملوث بالمبيدات

محمد صلاح العزب said...

ابقي احجزيلي معاكي
العملية بقت خنيقة قوي
بس ماتنسيش تحجزي لبابا حسني معانا
عشان نلاقي حاجة تقرفنا في الغربة

Shaimaa Zaher said...

شيماء: للأسف فيه ناس مش مبسوطة في البلد وبيكونوا موهوبين وإلخ، بس مش بيقدروا يعملوا حاجة، لأنهم مسالمين وفي حالهم، بصراحة الناس دي أفيد لهم وأوقع لهم الهجرة، بس لغاية ده ما يحصل مش باقول الواحد يفضل حاطط إيده على حده، لأ..يحاول يحسن من نفسه، ويهاجر لواقع أفضل جواه..تحياتي الجامدة يا أستاذة :))

--------------------------
د.ضياء النجار: عاجبني موقع المراقب مصري جدا، بس كام واحد يقدر يعمل زيه كده؟ يارب يكونوا كثير وربنا يحفظهم.و عايزة أقول لك إن أغنية شيرين هنا بتتعرض مرتين فاليوم ع الأقل..

نورت جدا جدا جدا ومش عارفة أقول إيه على تبادل الأفكار الحلو ده.

أنا مش عارفة إزاي كده، مع إنك مش أخويا خالص ولا نقرب لبعض، إنت ضياء النجار وأنا شيماء زاهر!

:))
-------------------------
معاذ رياض: أويد وبقوة تفكيرك في الهجرة طالما دي خطوة حتخليك خطوات قدام مهنيا وعلميا.

وأستاذ أسامه بحر بيسلم عليك وبيقولك إن ندوة الخميس الجاي حيكون فيها د. محمد أبو الغار، وياريت تيجي

تحياتي

----------------------
محمد صلاح العزب: إزيك يا فندم، إنت فين؟

ياريت والله أحجزلك معايا، بس أوعدك أول لما أحجز لنفسي ، حاقول لك عشان تحجز إنت كمان. وما تخفش بابا حسني هنا عنده إللي مكفيه، الخير كثير يعني والحمد لله :))

نورت يا أستاذ

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...