لم تكن الحياة لطيفة في الأسابيع السابقة، سحابات وغيوم في السماء والدنيا لم تمطر بعد.
على الواحدة صباحا رن جرس الموبايل:
انظر في الساعة فأجدها الثانية إلا الربع والميعاد في الثالثة.
بعد الجرس الرابع كنت اترنح وأنا ابحث عن الجينز، البلوزة كانت هنا، والنضارة لا أعرف مكانها.
في المترو كانت الغلبية تقرأ في المصحف، لو كان معي سماعة الموبايل لكنت استمع إلى القرآن الآن، لكني بحثت عنها في كل الأماكن الممكنة، تحت السرير وعلى الكومدينو و بين الكتب، وكنت ستأخر، ودون السماعة نزلت.
ينفتح الباب على صوت سيدة ترتدي ملابس سوداء ، تقول للجالسين إنها تربي أيتام، بنتان ، واحدة فيهم مريضة، يمتد يد الرجل الجالس بجواري يخرج لها شيئا، انظر للسيدة واحملق في الأرض.
في طريقي خارج المحطة اتفادى عاملين يقيسان السور و أفكر إن كانت المستشفى بعيدة عن هنا، الصندل الجديد يؤلمني، والدنيا حر، والعطش سحابة تمتد حتى الإفطار.
على أول الشارع لمحت يافطة كبيرة "مستشفى أبو الريش"
-يا سلام
أخرجت الموبايل، و فهمت إنها ليست المبنى المقصود، شخصان وصفا المكان باتجاهين مختلفين
-لأ مش دي، الياباني إللي هناك !
على الناصية، سألت شخص ثالث:
-أيوة كده أنت ماشية صح
بجوار الكوبري لفت نظري فيلا قديمة، تأملتها
بإشارة من يد الميكانيكي فهمت إن المستشفى الياباني البناية الحمراء الجاية
بجوار المدخل رأيت فتاة تمسك الموبايل وتصف طريق
- لو سمحت مش أنتم المدونين؟ مش دي المشتشفى الياباني
2
في الداخل ناس كثيرة تنتظر ، كأنها الثانوية العامة، والإمتحان جاء سهلا والوشوش تبتسم
من غرفة صغيرة، بها شنط هدايا كثيرة ، سنسير إلى الداخل لنوزع الشنط على الأطفال
ضمن أول مجموعة سرت للداخل، في يدي شنطتين، فتحتهما في الأسانسير، فوجدت عروسة، وموبايل لعبة.
في الحجرة الاولى "قلب وصدر"، ثلاث أمهات يجلسن، على يد كل منهن طفل صغير، في حركة ميكانيكية، تبكي السيدة في أول الغرفة وتتوقف لتمتم بشئ ما لسيده أخرى بجوارها، وتبكي، وتتمتم من جديد.
في الحجرة الثانية "مخ وأعصاب" ثمانية مرضى. أشخاص عديدون يجلسون بجوار السرائر، لماذا كل هؤلاء؟ الممرضة التي تجر السرير المتحرك تقترب من سرير شاغر وتضع طفل جديد، كثير الدم المنساب على الشاش ، "الجرنقة" تدل على إنه خرج من العملية حالا، أحاول أن أتذكر إن كان كل من يخرج من العملية لابد أن يذهب لقسم الرعاية أولا. لا اتذكر
- للخلف أعود ، وأنا أسأل نفسي: بتقولي بقى كنت مضايقة ليه؟ كان إيه السبب يعني؟
نمضي للغرفة الثالثة ، بها طفلة وحيدة، إحدى عشر عاما، لم يكن هناك ما يناسبها، نائمة على السرير وعلى وجهها ابتسامة تتابع ما يحدث.
دائما النزول على السلالم أريح بكثير من الصعود، في المدخل وجدت نفس الناس ينتظرون أدوارهم في توزيع الشنط.
أسلم على زميل وزميلة ، أخرج من المستشفى وعلى وجهي طيف من شاهدتهم منذ قليل، أمام الفيلا اتلكأ اشاهد بلكونتاها بسقفها العالي و نقوشها الممتدة على الجدران، اسير قليلا وابطئ السير عند بائعي الحلقان بجوار المترو، اشتري "حلقين" و أطلب من البائع أن يصف الطريق "لسوبيا الرحماني"، يبحلق فيّ للحظة، فأكمل"بعد الفطار طبعا"، أقول له إني كنت في زيارة للياباني وإني في الأحوال العادية سآتي من محطة المترو، يصف الطريق وهو يؤكد إن سوبيا الرحماني من هنا قريبة جدا، ويكرر الوصف، أعبر بوابة المترو ، تقابلني كراسي كبيرة بينها مسافات، اختار واحدا وأجلس عليه، الحز مكان الصندل يؤلمني، أحملق في الفراغ وأردد إنه ربما جئت هنا في القريب ويمكني أن أسير بجوار الفيلا، انتبه لصفير المترو، وانهض بقدمين متثاقلين.
17 comments:
طيب ما رحتيش الفطار الجماعي ليه ؟
في خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.
هذه دراسة لمشاكل مصرالرئيسية قد أعددتها وتتناول كل مشاكلنا العامة والمستقاة من الواقع وطبقا للمعلومات المتاحة فى الداخل والخارج وسأنشرها تباعا وهى كالتالى:
1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 - العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 - ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 - رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.
ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:
http://www.ouregypt.us/culture/main.html
دايما متجمعين على الخير يااااارب
وصفك جميل جدا ، و بسيط ، جزاك الله خيرا ، و أتمنى لو كانت الفرصة أفضل للتعارف .
وان فاتك الياباني مش هيرجع تاني
فعلا كان يوم مايتفوتش
ربنا يااارب يجعله في ميزان حسناتنا كلنا
ونتجمع تاني في الخير وللخير
وصفك بجد رائع
تسلم ايديكي
اسمحي لي أن انضم لقائمة من مدحوا طريقة كتابتك "الوصفية" وأن أقول معهم، أبدعت فعلا في هذا النص وانا شخصيا استمتعت بقراءته أشد الاستمتاع.
تحياتي
رمضان كريم يا شيمو
:)
ماشاء الله
وصف ولا اروع
بنظره اخرى مختلفه
تكاد تكون غير كل النظرات
دمتى بود اختاه
وكنت اتمنى التعارف
اخيكى
احمد سكر
وصف جميل وأسلوب رائع جزاك الله كل الخير ..أحسست براحه شديده وانا أقرأ كلماتك
أنا إتعرفت على ناس كتير مش عارفه إن كنت إتعرفت عليك ولا إيه بس بجد نفسي أشوفك تاني
تحياتي
ياااااااه بقالي كتير مش جيت هنا
كان نفسي علي الأقل أعرف إنك موجودة عشان أسلم
نيجي للتدوينة
وبدون السماعة نزلتي :)
وصفك بسيط وجميل
كأنك شايلة كاميرا فيديو
سوني ياباني أصلي :)
نورتي أبو الريش
وإيه حكاية سوبيا الرحماني ؟ موصوفلك؟
والسلام ختام وجزاكي الله كل خير
انا كنت مبسوطه اوي انى شوفتك والله يا شيمو مع انى معرفتش اقعد معاكي بس ملحوقه يا بنوته الجايات كتير وانت مش هتكوع عن عمل الخير
ملحوسه خلى بالك فيه واحد سارق اسمر وبيدخل يشتم الناس ابقى خلى بالك انا منزله بوست عن كده
سعيد انى لقيت مدونتك
كنت قريتلك مجموعة قصصية قبل كده و حضرت مناقشتها
اسلوب جميل و متميز فى الكتابة
keep on the hard work
regards
كم متدفقك حكيك كم هو فياض ورقيق مثلك يخيل لي اني اسمع صوتك مرتعش يحكي بين السطور دمتي
صباح الخير
احنا اتقابلنا زمان فى ساقية الصاوى
اعتقد فى لقاء الأدباء و عزمتينا على مناقشة مجموعتك القصصية
انا بدعوك لحاجتين
اولا مدوننتى و منتظر تعليقك عليها
ثانيا ....
ورشة البلد الأدبية
لو بتكتب
قصة قصيرة ...رواية ... مسرحية
شعر ...زجل...خواطر
شارك معانا باعمالك .... مرتين فى الشهر
الاحد الثانى والرابع من كل شهر
و اسمع آراء زملاءك... و كمان آراء المتخصصين
و اشترى احدث الكتب و السى ديهات اللى نزلت السوق
مع
د.بهاء عبد المجيد
يدير الورشة
حاتم سعد / محمد زوام / حسام الدين فاروق / مصطفى محيى
الإشراف العام: أميـــــــر الاكيابى
مكتبة البلد: ت: 27922768
31 ش محمد محمود. التحرير. أمام الجامعة الأمريكية ــ أعلى سيلنترو
رواية للنشر الإلكترونيّ
الإبداع الحقيقي حري ٌبالتعبير عن ذاته ، والفكر الإنساني لم يخلق ليختنق في ظلام الصدور، والمبدع الحقيقي يمتلك دوماً الحق المطلق في أن تجد أعماله طريقها للنور باعتبارها خلاصة تجربة إنسانية كاملة تستحق النشر .
من هذا المنطلق تعمل دار رواية للنشر الإلكتروني على إفراد مساحة كاملة للنشر لكافة مبدعي الشبكة العنكبوتية بإعتبارها الخطوة الأولي نحو النشر الورقي، وفي سبيل الحلم في أن يصل إنتاجك للجميع تتعهد الدار خدمة النشر الإلكتروني على موقعنا أولاً بصورة تليق بالأعمال مع توفير الدعاية اللازمة والمناسبة له على الشبكة على كافة المستويات ثم تقديم ما يصلح منها لدور النشر المختلفة شرط أن يكون حجم هذه الأعمال صالحاً للنشر الورقي .
بدايتنا هي الحلم المشترك ودافعنا للاستمرار هو الأعمال المميزة من أجل أن نحقق معاً توازناً للنشر الإلكتروني والورقي ... الجديد عندنا هو اختيار أفضل عمل سنوي يصل إلينا كل عام من خلال لجنة تنعقد لذلك وتعتمد في اختيارها في الأساس على استقراء القبول الذي لاقاه العمل المختار لنشره بصفة سنوية في معرض الكتاب مع التزام الدار بتكليف نشره وعمل الدعاية اللازمة له كاملة و بصورة مرضية لصاحبه .
يبقى أن ننوه أننا لن نخضع لشروط النشر المعتاد وتعسف دور النشر التقليدية و يكفي فقط أن يمثل عملك تياراً أدبياً ناضجاً سواء أكان العمل في صورة رواية أو ديوان شعر أو مجموعة قصصية .
لزيارة الدار:
http://rewaya1.blogspot.com/
موقعنا على الفيس بوك
http://www.facebook.com/group.php?gid=41385681402
بريد الكتروني :
rewaya12@hotmail.com
rewaya12@yahoo.com
صباح الفل أولا
فعلا يعني آسفة ع التأخير في الرد
مهندس مصري: ممم..أفتكر كان السبب ساعتها إني باحب أفطر في رمضان مع أمي وأبويا..كل عام وأنت طيب ..السنة الميلادية أقصد :))
محمد حسن: شكرا للدعوة..آمين..آمين
أحمد كمال: ربنا يكرمك ...وحضرتك كمان كتابتك جميلة
أوج: ربنا يكرمك، فعلا ده كان يوم جميل جدا وأتمنى إنه يتكرر، وفي هذه الحالي علي بخالو أحمد
د.ضياء النجار: وأنا وأنا أكتب هذا التعليق الآن اشتاق لصوت سيادتك أيما اشتياق :))))
أحمد سكر: ربنا يكرمك يا أحمد
شكرا شكرا..صباح الفل
إيما أم البنين: أنا فاكرة وشوش كثيرة بس أنا طبيعتي هادية شوية ومع نفسي كثيرا :)
وأنا كمان اتممنى أشوفك تاني
ضياء: يا أستاذ نورت أولا، وثانيا وثالثا
وأنا كمان كان يسعدني أسلم عليك
:)))
آبلي بلانيت: أنا كمان كنت مبسوطة جدا إني شفتك
وخلينا على اتصال يا فندم :))
علي: شكرا جدا جدا..يعني أي إيميل بيجي حوالين البليتشو باكون فيه في سعادة بالغة و سعادة كبيرة وإلى آخره من الأوصاف :)
U 2 keep up the good drawings
عالم صوفي: وصفك حلو جدا...جدا
:))
نورت
بينك بارديز : لو لغيت الميعاد إللي عندي حاجي علاطول..شكرا على النوت وأهلا وسهلا ومرحبا
Post a Comment