كنت أتحدث مع زميل لي عبر الهاتف وتطرق الحديث إلى الشهرة. كنت أقول له أن الشهرة أحيانا تعيق الإنسان عن الإختلاط بالناس ، فهو الآن كاتب معروف ، ومشهور. ويبدو أنني استفزيت زميلي بهذه المقولة، فوجدته يرد لي المقولة تماما مثلما يفعل لاعب البنج بونج حين تأتي لي الكرة.
-طب ما أنت كمان مشهورة؟
-لا يا راجل! تصدق ما كنتش واخدة بالي. لأ فعلا! أنا حتى بحس وأنا ماشية أن الشهرة بتحاصرني من ع اليمين وع الشمال!
- لأ . إحنا لو حطينا مقاييس للشهرة حتطلعي مشهورة! لو عملت سيرش في أسمك على جوجل حيطلع عنك حاجات!
سكت بعدها و انتقلنا بالحديث إلى موضوع آخر، وبعدها بأيام انتابتني نوبة من نوبات الإكتئاب وده شيء طبيعي لأن أنا أكيد أكيد في مصر!
الشيء الذي كان يضايقني وقتها هو( صدق أو لا تصدق) المدونات. فأنا منذ فترة وأنا اتصفح مدونات عديدة منها الجميل حقا الذي يدعو إلى الإعجاب وكنت أقول لنفسي أن طريقة كتابتي سواء هنا ، أو في البلياتشو (مجموعتي القصصية الأولى) تختلف عن كتابات عديدة أقرأها ، فأنا لا أتكلم عن أحزاني الخاصة بي مثلا ، ولست فمينست أصور المرأة الضحية التي تعاني من المجتمع الذكوري وسلطة الرجل. وليس معنى هذا طبعا أني لايوجد لي أحزان وليس معناه أيضا أننا لسنا في مجتمع ذكوري، لكن كل الموضوع أني شخص بسيط بداخلي ولذا ما جذبني حقا هو الحديث عن النماذج البيسطة التي لا يشغلها علاقة المرأة بالرجل وليست لها أحزان تبكيها ومع ذلك ليست سعيدة وتعيش في غربة دائمة.
ولهذا السبب فقد تملكتني حالة من الإكتئاب: فلابد أني سأعاني فعلا لأن ما اكتبه مختلفا عما يتوقع الناس وما يتصورونه عن الأدب، ولابد أني سأكون في الخمسينات من العمر حتى يعرف الناس أن شخصا ما يدعى "شيماء"يكتب وفي العام الستين سأكون محظوظة ويقرأ الناس ما أكتب أخيرا.ناهيك أني لم أعد أكتب من أصله الآن لأن صراعات دائما تتملكني ما بين المذاكرة والكتابة وبين العمل و الفلوس والتفرغ للكتابة، كل هذه الأشياء كانت تحبطني وتهزمني.
ولأن الموضوع كبر في دماغي، فقد امسكت فعلا بجهاز الكمبيوتروبدأت أبحث في جوجل عن أسمي، أعرف ما سأجد حتى قبل أن أبدأ البحث لكني مع ذلك أريد أن أكمل: وصلة لحوار جمال البنا الذي أجريته مع زميلي محمد هشام في بص وطل، مناقشة البلياتشو في ندوة د.علاء الأسواني، مناقشة كذلك مع سحر الموجي، مقالة كتبها زميل لي عن البلياتشو في موقع إسمه regzar: إنه عالم بص وطل إذن حيث عملت هناك، وبعض الأشياء القليلة التي أحفظها عن ظهر قلب. أعرف كل هذا صدقوني، حتى قبل أن أبدأ البحث!
وبدأت البحث بالفعل، ووجدت تلك الأشياء طبعا وجدت هذه الجملة التي لم أكن أعرف عنها شيئا من قبل "كانت المره دي مناقشه المجموعه القصصيه لاديبه الجميله شيماء زاهر (اسمها علي اسمي)".
والحقيقة أني أصبت بحالة من الإندهاش والفرح في آن واحد، فمن كتبت هذه الجملة لابد أنها حضرت مناقشة البلياتشو أما في الساقية أو في ندوة د.علاء أو في "جلسة ثقافية"! لا بد إذن أنها حضرت الندوة و أن شيئا ما إيجابي دفعها للكتابة عنها في مدونتها. يا ما أنت كريم يا رب!
الطريف هو أن هذه الوصلة بالذات كانت بها صعوبة للفتح إلا أني تمكنت أخيرا من الوصول إلى المدونة وقراءة ما بها. وبالفعل عرفت أن صاحبة هذه المندونة تدعى "شيماء" وأنها حضرت مناقشة البلياتشو في ندوة "الجلسة الثقافية" ويبدو أنها وجدت فيها ما يستحق أن تكتب عنه، حتى ولو كان سطرا واحدا وحتى ولو كانت لا تتحدث عن الندوة بشكل مباشر، الطريف أن عنوان البوست كان "فتش عن الأسم في جوجل"!
هذا هو البوست الذي كتبته:
النهارده كنت من الصبح في الاوبرا مع شويه بنوتات زي العسل هبقي احكي تفاصيل اليوم العسل دا بعدين لما يجي وقته
المهم كان بعد ما البنات مشيو جه معاد الجلسه الثقافيه اللي انا عضوه فيها قلت يالا احضر بقالي فتره محضرتش
كانت المره دي مناقشه المجموعه القصصيه لاديبه الجميله شيماء زاهر (اسمها علي اسمي) كانت الجلسه المره دي ظريفه والجو مكنش حررررررررر والحمد لله
واحنا ماشيين بقي لاقيت محمود سراج بيقلي اييه مش انا امبارح وانا علي النت قلت العب شويه وعملت سيرش علي اسمك قلتله ها ولاقيت اييه
من قال إذن أني سأصل للخمسين قبل أن يعرفني أو يقرأ لي أحد ؟ من الذكي الذي قال ذلك؟
فهي لا تعرفني وأنا لا أعرفها ومع ذلك كتبت عني شيئا يدل على أن أحبت هذه الندوة بشكل عام ويبدو أنها أحبتني أيضا! أليس هذا فأل خير ومدعاة للهروب من الإحباط!
الطريف أني تعرفت من خلال هذه المدونة (http://shaima2.net/) عن مدونات لزملاء آخرين اعتز بكتابتهم مثل الأستاذ أحمد العايدي والأستاذ محمود سراج. كانت هذه تجربتي مع جوجل وماذا عنك أنت، هل حدث وفتشت من قبل عن أسمك؟ ويا ترى ماذا وجدت؟ ............ ورمضان كريييم!!