سيجارة


بجواره جلست أنظر إلى طفّاية السجائر أمامي، ما بين اللون القرمزي والوردي الغامق، اعبث بحرفها و أكبت شيئا بداخلي أريد أن اقوله له واتردد، البقايا المتبقية من السيجارة زادت وستنهار أول ما يحرك يده، ستتبعثر على مفرش الطاولة الأخضر و تصنع أشكالا سريالية ويسقط ترابها على يدي ، اسرح بعيدا، مغفلون كتاب قصص الحب القديمة، جوليوت ستموت بعد روميو، ليلى وقيس لن يلتقيا. لهذا السبب أحب رابونسل، الفتاة ذات الشعر الطويل الذهبي، التي تنزل جدائل شعرها من على البلكون كي يصعد لها الأمير. لكني لست رابونسل، ليست لي جدائل ذهبية ولا ضفرت شعري من زمن… كبرج نيويورك إذن ستنهار بقايا السيجارة على المنضدة، لكنها لن تتطاير كما اتخيل، ستسقط على المفرش جثة هامدة؛ كالواحد منا حين يكون سائرا ويقبض ملاك الموت روحه، كالنور في البيت لما يقطع فجأة، كلهفة المتأخر عن الصلاة على مياة الوضوء فيسمع صوت الهواء بدلا منها ، ما المشكلة إذن لو قلت له إن السيجارة على وشك الإنتهاء، وأن بإمكانه أن يستخدم الطفّاية؟ ما المشكلة العويصة في ذلك؟! أرفع بصري إليه، أهم بأن أقول شيئا، وأتمتم بأشياء لا أفهمها وأنا أرى أنامله تطفئ السيجارة …تعاود الضغط عليها، فتنكمش، واتبين لون عقبها الأبيض على خجل

8 comments:

Anonymous said...

شيمو
ليه الخنقه دى بس؟
أنا باكره حاجه اسمها سجاير
باحسها إهمال وفوضى وعدم اكتراث
فلازم تكون النهاية كده
مقبضة

ماعلينا! أنا جبت ف سيرتك ع البلوج عندى
وباعتذر عن أى شرقان
أما لو كنتى بتكحى من غير ماتكونى شرقتى
فده أكيد بسبب الأخ اللى بيدخن هنا ده
قومى افتحى الإزاز
الجو بقى لطيف

بطوط حبوب said...

انا اول مره اعلق هنا
وانا جاى من مدونه هبه الى فوق

انا بحب القصص القصيره بس مش دايما بفهم الكاتب كان عايز يقول ايه
وده الى حصل لى دلوقتى لو فهمتها هاجى تانى

م said...

كلنا كذلك
تفوتنا فرص كثيره للسعاده
او حتى لمجرد القرب لأننا نتردد كثيرا
والعمر يحترق كتلك السيجاره
***
لا أعرف ان كان كتاب قصص الحب القديمه هم المغفلون
أم المحبون أنفسهم
***
لن يلتقيان...نون زائده هنا
المتطبقيه....خطا كيبوردى
**
دام ابداعك

klmat said...

عزيزتى شيماء
تفتكرى لو كان روميو اتجوز جوليت
وقيس اتجوز ليلى كانت القصص دى حاتنجح
نفس النجاح احيانا النهايات
المأساويه هى اللى بتخلدها

لماذا لم تقولى ان السيجاره على وشك الانتهاء كتير مننا لايقدر على البوح
بما فى داخله رغم سهولته

اتمنى لك دوام النجاح والسعاده

Shaimaa Zaher said...

هبه المنصوري: بقى معقول يعني أقرا الكلام الرقيق والمؤثر بجد عندك في المدونة وأكح..لأ شرقت طبعا!

يا هبه ربنا يخليكي ليّ و يكرمك يا رب ..إنت إللي بجد حد شفاف من جوا..زي فص اللولي إللي كنت بتوصفية في المدونة بتاعتك ...

أما بقى عن السجاير، فهي هنا بس.. ع أرض الواقع مفيش سجاير... فيه وردة روز اشترتها من كام يوم لوالدتي ودبلت و عايزة أجيب وردة غيرها..إيه رأيك فيّ بقى..شطورة؟؟؟

----------
بطوط حبوب: أهلا بيك في المدونة..وأهلا بك مرة تانية طالما جاي من مدونة هبة..

بص يا سيدي...في الموقف في القصة، بنت قاعدة قدام واحد بيشرب سجاير، بتكون عايزة تلفت نظره إن السجارة حتنتهي، إلا إنها في النهاية مش بتعمل ده

ده ع المستوى الظاهرة في القصة، ع مستوى ثاني ليها، يبدو إن الموضوع بالنسبة لها أكبر من حكاية السجاير، بدليل استدعائها لقصص الحب زي روميو ورابونسل و حيرتها الغير المبررة في النهاية، يعني حكاية السجاير إللي قايمة عليها مشاعر البطلة ما هي إلا مجرد شماعة أو حاجة بتسقط عليها مشاعر تانية...

المحكمة كده اتنورت يا أستاذ بطوط؟

ع فكرة أنا قريت شوية في مدونتك، و عجبتني اللغة الساخرة، وألف سلامة عليك وتحياتي لوالدتك

هاه..حتيجي تاني بقى؟

:))

-------
محمد الهنداوي: العمر فعلا يحترق كالسيجارة...وناس فعلا كثيرة بتردد بس مش عارفة همه صح واللا لأ، أنا شفت قدام عيني حالات لقصص حب من طرف واحد وبتكون صعبة ومؤثرة أوي، بس برضوا مش عارفة إذا كان البعد صح.

و أظن همه الاتين مغفلين، من وإحنا ضغيرين يوجعوا دماعنا بقصص ست الحسن و سندريلا و رميو ..تيجي بقى ع أرض الواقع تلاقي كل ده مش موجود...الكتاب مغفلين و بستغفلونا :)

وتم تصويب الأخطاء يا فندم وشكرا للملاحظات

وفي إنتظار كتاب الملك فاروق

---------------
كلمات أميرة:
وجهة نظر برضوا، الجانب المؤلم في قصص الحب هو إللي بيخلدها

أما عن فكرة البوح، فيبدو إنها سمة إنسانية

كل الأمنيات بالسعادة و الحب الصادق و الياسمين والفل وكده :)

mahmoud said...

و كانت رابونسل تفك الغزل ليلاً و تغزله نهاراً..عزيزتى،اقصوصة عميقة ورائعة..رائعة

Anonymous said...

ونيس: أنت إللي رائع لأن شاكلك زيي بتحب رابونسل

صباحك فل وياسمين وكأس أفريقيا!

Unknown said...

ازيك يا شيماء انا مبسوطه ازي ان فيه ناس بتستخدم اقل تفاصيل الحياه اليوميه باعثا للافكار

مدونتك من المدونات التي تشرفت بزيارتها فعلا

ميس دوت

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...