قد يكون عجيبا أن يتوافق عيد ميلادي في الرابع من يوليو مع عيد استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، فأجد على الهوتميل رسائل من بلوماونتن وغيرها تدعوني للاحتفال بيوم خاص جدا، فأظنه للوهلة الأولى أحد الأصدقاء يرسل لي كارت لتهنئتي بعيد ميلادي، فلا تمر ثانية وأتذكر إن اليوم هو عيد استقلال الولايات المتحدة، وابتسم في مرارة وأنا أقول "يا سلام! يعني أمريكا إنهارده بتحتفل معايا" ثم أكمل الجملة في ذهني بعبارة تعلمتها من أخي د. ضياء وهي "يا كرافنتس!" والتي قد يختلف معناها من سياق لآخر، وإن كانت تعني بشكل عام "يا حلاوة" أو شيء من هذا القبيل!
وبما أن شهر يوليو لم ينقض بعد، فأظن إنه بإمكاني أن أتحدث عن السنة المنقضية التي أبحث الآن عن إنجازات قمت بها يمكني أن أتحدث عنها فلا أجد الكثير، بس حنحاول أهو!
فعلى المستوى المهني ، وهو تدريس الإنجليزي، فالإنجاز هو إني بقيت أدرس في مركز التعليم المستمر في الجامعة الأمريكية...ولكي لا تظنوا إني من هؤلاء الذين ينبهرون بأي حاجة فيها كلمة "أمريكاني" واللا حاجة، فأن ما سبب لي حالة إنفهاش وسعادة حقيقية هو كارنية الجامعة الأمريكية الذي يمكني بموجبه استعارة ثلاث كتب من مكتبة الجامعة الأمريكية في المرة الواحدة وهو ما لم يكن ليتوفر لي لو كنت باحثة عادية دون عملي هناك. وطبعا لا داعي للقول بأن كل مرة أدخل فيها مبنى المكتبة أشعر بالحسرة على مكتبة جامعة القاهرة التي تستحق أن تكون على أقل تقدير على مستوى مكتبة الجامعة الأمريكية إن لم تكن أفضل!! وعجبي!
أما على مستوى الكتابة ، فالشيء الجديد هو الكتابة في جريدة الدستور وتعرفي على الأستاذ ممدوح الشيخ، والأستاذ خالد كساب. وبالمناسبة أرسل لهم كل التحية، و إن كنت لا أظن أن أحدا منهم يعرف أساسا إن عندي مدونة بس عادي يعني..أهم حاجة النية!
ولو اتكلمنا عن "الأنشطة" أيوة زي أسم الحصة المدرسية إللي بجد مش فاكره كنا بناخد فيها إيه.. فأنا بلا فخر التحقت بلعبة الأسكواش والكابتن مبسوط مني جدا لدرجة إن الكابتن وقف التمرين مرة وهو بيستعجب :"أنا حاسس إن إنا إللي باجري مش أنت" ، فلم أجد ما أقول سوى إني تعبت من الجري والله تعبت يا جماعة بقى! ونفس الحال تقريبا مع تمرين السباحة..إحم إحم..هو مش نفسه يعني بالضبط..مختلف شوية كده..
إلا إن الحياة مش شقى علاطول، فمنذ عدة أيام دخلت مبنى الإذاعة مع زميلة لي معيدة في قسم فرنساوي، وأجرت معانا الأستاذة بسمة حبيب حوار في البرنامج الأوروبي عن مهرجان القراءة للجميع وإزاي يعني إحنا بتعامل مع الطلبة وإزاي ممكن نشجعهم ع القراية..طبعا قلت لها الحقيقية، وهو إني مش شمشون مع الطلبة واللا حاجة و أنا فعلا كده، وقلت لها اقتراح تاني عن موضوع القراية:
"هو ليه زي ما بتبرع بفلوس للمستشفيات، ما نشتريش كتب ونوزعها مجانا ع الناس؟ في ميدان الجيزة مثلا، فيه ناس بتفضل قاعدة طول النهار في الشارع ، بياع العيش مثلا، أو راجل بيملا ولاعات سجاير، ليه الناس دي ما نوزعش عليها كتب بالمجان ممكن يقروها في فترة عملهم".
و أكملت: "هو الناس لما بتلاقي إن حد فعلا صادق في اللي بيعملوا ومش تبع الحكومة، ممكن ياخدوا الموضوع جد ويهتموا فعلا وممكن يقروا"
بعد البرنامج ما خلص، أخدتنا بسمة حبيب في جولة في أستدويوهات الإذاعة ، وحكت لنا كيف إنها تحب أن تشاهد فيلم صغير على الحب لأنه شاهد على مبنى الإذاعة أيام زمان ، لما كانت كل حاجة بخيرها.
ومن الإذاعة على كورنيش النيل، إلى القاهرة الإسلامية ودعوة من جماعة "جلسة ثقافية" الخميس الماضي لحضور أمسية لهم في بيت السحيمي. وأنت ماشي من الحسين للغورية للصاغة، للدرب الأصفر حتحس بجو أسطوري وتلاقيك فخور إنك بنتمي لبلد عظيمة زي دي بكم التراث المتراكم فيها، و تحس كمان إنك زعلان ع نفسك ، إنك ممكن تكون أحسن من كده، وما أحدش يقول لي الحكومة والنبي، إحنا إللي محتاجين ننهض بنفسنا الأول.
المهم، الحفلة كانت في بيت الخرزاتي إللي هو لزق في السحيمي، وأكثر ما عجبني فيها هو أن جلسة ثقافية قدرت تطعم الموسيقى والأغاني بفواصل أدبية ؛ ده غير إني حصلت في نفس اليوم على شهادة التقدير ، مع زملاء آخرين،عن مجموعة "البلياتشو" ، وأول حاجة عملتها لما رجعت البيت إني شلت الشهادة ورفعتها كده وقلت لهم "بصوا! شوفتوا أخدت إيه ع البلياتشو"!
وأخيرا بقى ، بما إن شهر يوليو أوشك على الإنتهاء، وبما إن تاريخ ميلادي هو نفس عيد الإستقلال الأمريكاني، فأحب أن أفتح زجاجات الكاركادية وأطلق الصواريخ في الهواء لأسرتي الصغيرة بدءا من والدي ، والصغار مريم وسلمى وعائشة إللي في بلاد بره دلوقت وواحشني جدا، وأخويّ محمد وضياء، وأخيرا لكم رواد المدونة الأعزاء وصباحكم يارب أعياد ميلاد وشموع وبلاك فورست واستقلال.. وما تنسوش بقى تقولوا لي رأيكم في الاقتراح (أيوة بتاع الكتب)..شغال واللا إيه النظام؟!!