رحلة الألف ميل

ستجد ملامحه أمام وجهك فتشيح بوجهه بعيدا وتغلق عينيك كي لا تري شيئا، ستحدثه فترتبك وينتابك الخجل وكأن شخص آخر تلبسك وكأن إنت مش إنت، وفي لحظات أخرى ستهرب إلي السماء، تنظر إلى السحابات وهي تسير فوقك بينما تقف أنت محلك سر، تطيل النظر إلى الأفق، و تلوم نفسك إنك اخترت الشخص الغلط منذ البداية، وتراقب حركة السحاب وتداخلها فتحس لوهلة إنك ما إلا إنسان عبيط ، أحب إنسانا عبيطا آخر، وتبتسم في أسى وأنت تخرج هاتفك المحمول، تضعط على الحرف الأول من أسمه، و تدوس على كلمة ديليت ، وتؤكد لنفسك عن كذب أو صدق إنه لا يستحقك؛ وتبتعد عنه فيصيبك الألم، وتدفع وجهه بقوه هذه المرة، ويسقط مرة على الأرض أو أخرى تلقي به في النيل؛ وتصعب عليك نفسك، و يهفو خيطا رائقا من الحزن على وجهك، تخفيه وسط الناس والدنيا الزحمة، وتعود إلى نفسك من جديد، وتقنع نفسك كده وكده إنك أكثر قوة الآن ، وإنك لن تتأثر أبدا حتى لو حدثته ، وتكتب الرقم وتمسحه وتغلق شاشة المحمول وتفتحها، و تكاد تبكي فزعا ما أن تمتد يدا إلي كتفك تطبطب عليك، وفي إندهاش تلتفت إليها وإنت تفكر كيف عرف ذلك الشخص إنك ضعيف و تحتاج إليه الأن، وتشكر الله في سرك ، وتضيف رقما جديدا على هاتفك المحمول ، وتبدأ الرحلة من جديد، ترتسم ملامحه أمام وجهك، تتأمل السحابات التي لا تتوقف عن السير، ثم تقترب فيبتعد، و تبتعد فيقترب، و تظل تبحث عن الحقيقية ولا تجدها، وتهرب إلى نفسك من جديد، وتخرج من عزلتك، فتطل برأسك على الدنيا لتكتشف إنك في رحلة أبدية من البحث وإن كل ما فعلته هو أنك تحركت بضعة أمتار إلى الأمام وإن السحاب تسير فوقك وأنت لا يزال أمامك مسافات وأميال.

نشر في الدستور أولا (كنص أدبي)

11 comments:

محمد صلاح العزب said...

جميلة يا شيماء
بس بقترح عليكي تبيعي الموبايل وتخلّصي نفسك

Shaimaa Zaher said...

الله يخليك يا محمد..بس أنا أبيع الموبايل ليه؟ مش كل حاجة اكتبها تبقى بالضرورة تعبر عني وألا كان بقى بطل سرداب ووقوف متكرر أنت شخصيا..

منور على فكرة لحد الإشعاع ...

sherifmegid.blogspot.com said...

الموضوع جميل جدا وانا سعيد جدا ان الصور عجبتك والجميل انك كمان بتحبي التصوير ياريت تقوللي نوع الكاميرا اللي بتستخدميهاكمان انا عضو في الجمعيه المصريه للتصوير الفوتوغرافي ياريت تشتركي فيهامعانا لانها بتعمل رحلات لاماكن تصوير هايله وليه بقي طلب اخير ياريت تبقي تشرفيني في معرض حيطان في ساقيه الصاوي وكملي جميلك وقوليلي رايك في القصص اللي في المدونهوانشاء الله هبقي اديكي نسخه مصوره من المجموعه السابقه

Shaimaa Zaher said...

إزيك يا شريف..يسعدني إني اشترك معاكم ولو إني على قدي وأكيد كل إللي في الجمعية محترفين، بس موضوع الرحلات ده مشجع للغاية لاني يالفعل بطلع رحلات في المناطق الإسلامية وباصور هناك
أما الكاميرا فهي..أحم أحم ..كاميرت الموبايل وفيه كاميرا ديجتال كانون تلاثة وثلاثة ميجا بيكسل.
وبالنسبة للمعرض ، يشرفني أحضره بس أنت ابقى قول لنا أمتى عشان فيه ناس كمان أكيد تحب تحضر معرضك.
وبإذن الله أقرأ القصص ..ربنا يسهل..وبأحييك على المدونة تاني وتالث ومبروك مقدما المعرض...

mahmoud said...
This comment has been removed by the author.
إبـراهيم ... said...

والله حرااام عليهم اللي بيعملوه ف الدصطووور ده ، حاطين لك عنوان عجب !!! ...

ياللا ما علينــا ، هكذا الدنيا ...
بس حلو العنوان عندك ، وياريت أي حاجة تنشريها عندك ف المدونة
وتحيااااااااتي

Shaimaa Zaher said...

مودي: صباح الفل على أحلى مدونين في الدنيا..شكرا ع الكلام الجميل.هو الحقيقية أنا ما كنتش فوق القمر بالمعنى ده يعني..كنت يا دوبك كده ع بعد تنتوفه منه، إنت عارف بقى الجاذبية في القمر سدس إللي ع الارض...حمد الله ع السلامة من رحلة بورسعيد على فكرة.

نورت المدونة وتحياتي

--------------------------
إبراهيم: طب إنت شفت العنوان في الصفحة إللي جانبها: وهي بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها، تفتكروا كانت بتستعمل شامبو إيه؟

هي دي ضربة شمس يا إبراهيم..

بس أنا مبسوطة جدا إن العنوان عجبك هنا،وإنك قريت البوست؛ وربنا يسهل اكتب حاجات تانية وانشرها..دعواتك

وتحياااتي

Anonymous said...

قريت حدوتة الألف ميل دى ف الدستور الأول.. حسيتها أوى.. أسلوبك بسيط وجميل ياشيمو:)

Shaimaa Zaher said...

هبه: شكرا على كلامك المشجع ، كلمة "حسيتهاأوي" دي عجبتني جدا..هو الواحد حيعوز إيه من الدنيا أكثر من كده :))

نورتي وتحياتي

soha zaky said...

شوشو اشكرك جدا جدا على انك عملتلى رابط عندك ودا معناه كبير قوى بالنسبة لى ... بوسة كبيرة قد كدا

Shaimaa Zaher said...

العفو يا فندم جدا جدا جدا...أنا أساسا متابعة المدونة بتاعتك..

بوسات وسلامات وأحضان وكده

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...