لصقت جسدي بالحائط وأستأنفت القراءة وأنا أتابع "فيونا" التي تعاطفت معها كثيرا، أحب هؤلاء الطيبون الذين يتعاملون مع الكون بسماحة، وأرثي لها لأنها لم تتزوج! كانت بالفعل تستحق شخص مثل محمود الذي لا أدري كيف أحب "كاثرين"، المأذون الذي عقد قرانهما في أول الرواية معه حق في كل كلمه! لا تستحق كل تلك التضحيات يا عم محمود! وتخيلت محمود أمامي وهو يمشي ذليلا وراء كاثرين، فقررت أن أقطع عليهما الطريق وصفعته على وجهه! رأيته أمام عيني وهو يضع يده على صدغة من أثر الألم وينظر لي والغضب يتطاير من عينيه. فرحت أقول لنفسي إني على أقل تقدير كنت سأنظر لة نظرة ازدراء من قوق لتحت! ورحت أنظر إلى اليمين، فوجدت البنت توشوش زميلتها. أغلفت الكتاب ومشيت بعض خطوات تجاهها. قطبت جبيني، وما أن عدت إلى الطاولة في الأمام وفتحت الكتاب حتى ارتسمت ملامح الرضا على وجهي من جديد، لو كنت وحدي في البيت لربما قلت "الله" على هذه الصفحة التي تحكي فيها كاثرين عن الحزن في الحب، هو فيه حزن كمان في الحب يا أستاذ بهاء؟ بعدت الكتاب عن يدي لوهلة وأنا ارسم ملامح الإندهاش:"غريبة! أنا مندهشة؟ حزن! إكتئاب؟". توجهت إلى الشباك، ورحت أتطلع إلى الأشجار التي تهفو في رقة، استدرت إلى الداخل، ألقيت نظرة عابرة على الطلبة وأنا أسأل نفسي إن كانت فيونا أحبت محمود؟ هل معقول إنها لم تكن تدرك؟ لم تحب "مايكل " ودي فهمتها –لعبقريتي الشديدة! – طب ومحمود؟ يا أستاذ بهاء لسه فاضل خمسين صفحة عشان أعرف الإجابة؟ حرام عليك بجد!
نظرت إلى المدرج ، فلم أجد إلا قليل من الطلبة يجلسون متباعدين. فرحت التهم السطور ولم أنتبه إلا و الأساتذة الملاحظين يقتربون مني ويقولون لي "خلاص" وفي أيديهم أربعين ورقة إجابة. ابتسمت ورحت اتبعهم لغرفة الكنترول. حبكت يعني الإمتحان يخلص دلوقتي؟ كنت حافر كده في السريع الأربعين الثلاثين صفحة الفاضلين! كان لازم يعني؟!
نظرت إلى المدرج ، فلم أجد إلا قليل من الطلبة يجلسون متباعدين. فرحت التهم السطور ولم أنتبه إلا و الأساتذة الملاحظين يقتربون مني ويقولون لي "خلاص" وفي أيديهم أربعين ورقة إجابة. ابتسمت ورحت اتبعهم لغرفة الكنترول. حبكت يعني الإمتحان يخلص دلوقتي؟ كنت حافر كده في السريع الأربعين الثلاثين صفحة الفاضلين! كان لازم يعني؟!