أسألكم الفاتحة والنبي!

إذا كان فاروق حسني كل همه الزهرة الجميلة ، وإذا كانت الثورة فقط على تصريحات الوزير وكأن السرقة والنهب ليسا من الدين في شيء، إذا كان الواقع مأساويا هكذا ولا أمل، فلنعود إلى الماضي الرحب إذن. قف في ضريح السلطان المملوكي قيتباي و مرمغ عينيك في الزجاج الرقراق المتداخل الألوان، أو اخبط كفا بكف حين تسمع أن أجزاء من القمر تحمل أسماء عربية "كالمأمون" (الخليفة العباسي) و "آخر النهر" ، ولا ترفع حاجبك من الدهشة حين تسمع أن "ابن مقلة" الناشط السياسي الذي ابتدع خط النسخ تعلم أن يكتب بيده اليسرى بعد أن قطع الخليفة يده اليمنى ولسانه أيضا! ولا ترهق عقلك بالتفكير حين تسمع أن "ياقوت المستعصمي" (الخطاط الشهير) أخذ حبرا وقلما وعلى مأذنة الجامع، جلس ليخط آيات من القرآن الكريم، كي لا يضيع وقته في البكاء على بغداد التي تسقط في أيدي المغول (1258 م)! لا داعي أن تتعحب لكل هذا، وهل من عجب؟! فقط انظر إلى زجاج بيتك ، وإلى الناس والبيوت من حولك ، ثم ارفع بصرك إلى قبة السماء الرحبة ، قف لحظة حداد علينا و على ماضي "المحروسة" الجليل وأقرأ لها الفاتحة! بجد والله أسألكم الفاتحة!
المصدر: مقالات عن الفن الإسلامي لمحمد الرزاز

3 comments:

Aladdin said...

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ليس العصر المملوكي هو العصر الوحيد الذهبي بالنسبة للمصريين، فهذا العصر الذهبي كان لحد وقت قريب بل في عهد الاحتلال البريطاني نفسه والوصاية العثمانية معاً (أواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين) عندما كان لدينا نهضة مصرية في كل نواحي الفن والحياة من سياسة وصحافة وغيرها، فالأسماء اللامعة في حياتنا المصرية حتى الآن ولدوا وعاشوا وأبدعوا في هذه الفترة الخصبة من تاريخنا!

Shaimaa Zaher said...

عندك حق..المشكلة إنك كلما عرفت عن الماضي كلما امتلئت حزنا على الحاضر!

Omar Mostafa said...

ولا الضالين آمين

اخترنا لكم...حنان في الريف و خلي السعادة عادة مع ميادة!

وحشتوني جدا   أنا انهاردا في جو تمانيناتي جميل وباسمع هدى القمر لإيهاب توفيق والدنيا دندنة وباكتب لكم وأنا حاضنة البطانية  عاوزة اشاركم حاجت...