على الحافة
على حافة "البيسين" أقف، أنظر للمعة المياة، إذا ما قفزت بداخلها سأتحرر تماما من مخاوفي، ألقي نفسي بها، وتلفظني خارجها، قفزة واحدة تضمن ليّ ميلادا جديدا، أعرف جيدا ما سأسفعل لو استطعت القفز، حين أرى النور، سأبدأ في العجلة، أعوم بريست حتى أصل إلي الستارت، ما المشكلة في ذلك؟ تباغني موجة شجاعة ،أقول لنفسي إني تقريبا تخلصت من مخاوفي، اتذكر كيف كان يرتعش جسدي في المياة، الآن أعوم بأريحية ، لم يعد قصر النفس يسبب لي مشكلة لأني تعلمت أن أعوم ورأسي خارج المياة، لدوائر المياة جذابية ما، يميل جسدي دون أن أقصد للأمام، أحرك ساقيّ خطوة ، الأصبع الكبير أكثر اقترابا للمياة، أضع يدي على أنفي، يدي الأخرى بجوار فخذي ، أعد واحد اتنين ثلاثة،أفتح عيني، أحدق في لمعة المياة ...
الأحد 28
تذكرت وتذكرت، فلم اتذكر شيئا؛ عقلي بلا رامات تقريبا؛ جلست على الكنبة؛ السادسة إلا الربع؛ ربما كنت في وسط
البلد، ربما لا، عقرب الثواني يقفز أربع عدات، تابعته، يتلكأ عند رقم تسعة أربع عدات بانتظام، خفضت بصري ، ثبتت عيني على السجادة، كإنما في حضرة شيئ ما، ضوء أصفر انساب عليّ ، تأملت فراغ الكراسي أمامي، تصورت عيون يغشيها التراب تتحرك في دائرة، قلت لهم إنني لا أذكر إن كنت في البيت منذ يومين، أم في ندوة ما، قد يبدو الأمر بسيطا، لكني لا اعرف أشياء أخرى، الفتاة الجالسة أمام الساعة الآن مثلا هي أنا، لكنني ربما أكون مخطئة، ربما هي شبيهة ليّ ، ربما أنا هنا معكم، أخافتني التماعة حافة الكرسي، كنصل سكين سقط عليه الضوء؛ وضعت يدي على صدري، أمسكت بساعتي الذهبية، أهدتها لي أمي ، حملقت في ذلك الجالس أمامي، اردفت، لكنها لا تعمل؛ سألتني أمي لم أنا ساهمة هكذا؟ قلت لا شيء، فقط تذكرت شيئا ما؛ حملت النتيجة من على الطاولة، اليوم الذي تسأل عنه الأحد 28؛ سرت في بطئ بالطرقة، آوان مستطرقة على كتفي؛ سحبت كرسي، سندت رأسي على الحائط، أغمضت عيني، فراغ أسود به نقاط أقل سوادا، تحركت للإمام في ذات الوقت الذي سمعت فيه جرس عجلة، تابعت الرجل حتى غاب، مرت نسمة على وجهي.
Self Defense
استعرته من صديقتي، قلت لها إني مسافرة لفيلا أخي بالساحل وأحتاجه بشدة؛ اخترت أن نجلس في الهواء الطلق، لا أحب التكييف، الجرسونات هنا لا يأتون عادة، فكرت إن المكان ملائم ، وضعت السيلف ديفنس في مكان يسهل الوصول إليه بالشنطة، ضاقت عيني، و أنا أتأمل ملامحه، رسمت شرطا على جبينه، قلت إنه سيتفهم موقفي، سيدرك إني لم أفعل ذلك لأني اكره، أو أمقته أو.. أو ..، فقط أردت له شيئا لطيفا، خط طويل على جبينه يلفت انتباهه كلما نظر لوجهه في المرآة. الجرسون لم يأت بعد، أمامي عشر دقائق، ربما تزيد لأنهم متشغلون بعيد ميلاد على الترابيزة المجاورة، قربت الشنظة تجاهي، قلت إني أحضرت له هدية، أخرجت الأنبوبة، ضعظت عليها تجاه أنفه، أزاح يدي، ثوان، مال برأسه للأمام، نهضت، مثّلت إني أحدثه، أعدت رأسه تجاه الحائط برفق، كنت حذره، ربما كان يمثل لير ما سأفعله به، تأكدت أنه مغشيا عليه بالفعل، مررت بالموس على جبينه، جز على شفتيه، تلك النشوة كنت ما أريده أن يحس بها، يروح ويجيء في أطياف، ربما يشكرني فيما بعد، ربما يغضب في البداية، لكنه لن يقدر على فعل شيئ، ثم إني لن أمانع في الاعتراف لو سئلت إن كنت أنا من تسببت في أذى جبينه. حملت حقيبتي، اصطدمت بالجرسون ، صرخت ، شخص ينزف، إسعاف، ابتلعتني شوارع الكربة، سرت في أنبوبة كبيرة يتناهي إليها صوت مياة، أنا حزينة فقط من أجل ملامحي ، بلا شوائب تقريبا منذ دقائق قليلة، في نهاية الأمر تسبت له في عاهة مستديمة؛ على زجاج المحل نظرت لوجهي، آيس كريم سايح.مررت الموبايل اللزج على مفرش السفرة، ضعطت ديليت، باك، عدت لوجه ابنة أخي، تأملت أصابعي، خالية من
دم
سجن
لا أذكر إن كنت هنا منذ عامين أم أكثر، غرفة كبيرة بسرير، وحمام وبلكون صغير يمكني أن أجلس فيه وقت الصباح، في الليل، اشاهد القمر و خيالات المارين ؛ بالخارج رجل يجلس على كرسي، من ملامحه يمكني أن أقول إنه رجل طيب، لا يفعل شيئا سوى قراءة الجرائد، يغادر المكان بعد أن يتأكد إن الباب مغلق.أسرح طويلا في نشع المياة في السقف، أشكال سريالية، وخطوط. على الحائط إمضاءات لمن سبقوني، لنقل أني أسيرة هنا، حارس على الباب. أعرف إني أكذب، لو حايلته قليلا من الممكن الهرب، كثيرا ما يترك الباب دون غلقه، تصورت خياله وراء بالباب، قلت إن كلانا يمثل، أنا الاسيرة، وهو السجان، امتعض وجهي عندما تذكرت العالم الذي كنت أعيشه قبل أن آتي إلى هنا، ضجيج وصراخ يدعو للغثيان، سأبقى.الرجل الطيب ترك الباب مفتوحا، الساعة الثانية عشرة ولم يأت؛ فتحت الباب، تخطيت ممرا ، رأيت ذات البيوت من قبل، قريبة لعيني،على الأريكة جلست أفكر إن كنت سأكمل السير، أم أعود، تخيلت ظلال الرجل الطيب، ممسكا بالجريدة، سرحت في الأسفلت، لابد إنهم سيأتون بسجان آخر، أكملت السير، ناظرة للطريق من فوق لأعلى، تجاه البيوت.
حجر أحمر في المنتصف
اعترف إني أذهب أحيانا للأزهر لا لشيء سوى التمسح في الماضي، أمر على حارة الصالحية حيث النحاسين ، أخطو على رقع الحجر السوداء، كباشا قام ناصر بتأميم أملاكه، على الأقل أنا لي تاريخ، أشعر بالزهو بنفسي حينما ينادونني بالإنجليزي أو الإيطالي، كأن أمامي طبقا من فضة به ماء، اتذكر زيارتي للبيوت القديمة، السحيمي، زينب خاتون، الطيور تعود وقت الغروب، أنا لم يكن مكاني في هذا العصر، كان مكاني هناك، بيت كبير تتوسطه نافورة، عازفات عود ، و جواد عربي أسمع صهيله، أدخل محل الفضة، تلفت نظري حلية بحجر أحمر في المنتصف، بالضبط ما كنت أبحث عنه، دائما ما أجد أشيائي بعد تعب، لابأس بثمانين جنيها، أكمل السير إلى جامع الحسين، على الرصيف المواجه للجامع، بخور و حلي و جِمال على الرصيف. الحجر الأحمر حوله نقوش، النقوش في إطار يميل إلى الأسود، الأسود لون الليل والكعبة و الأسفلت، اتمهل قبل الخروج، القي نظرة أخيرة على باحة المسجد، بينى وبين الأسفلت مسافة قريبة، أعيد النظر إلى حذائي، أصعد الطريق، بجوار السور.