لم أكن في حاجة لحادثة عمارة الأسكندرية عشان أعرف إن جيلنا ده جيل مأزوم وملطشة معاه، أو كما قلت ذات مرة في الدستور إحنا جيل المفيش-مفيش تعليم مفيش أي حاجة خالص...
وهكذا جلست لعدة أيام أعمل في مدونة الشهيدات وأنا في حالة انفصال عن الواقع، زي ما أكون قاعدة مع ناس وعارفة إن كلها خمس دقايق و كل واحد حيمشي و يروح لحاله، أو في مثال آخر موجع، زي ما أكون بحب حد ولما حيمشي حسلم عليه كأني بسلم عليه لأول مرة ولا أنا حقوله حاجة ولا هو حيقولي حاجة.
دي تقريبا كانت حالتي النفسية وأنا باشتغل في المدونة، أنا ما كنتش شغالة لوحدي، زميل لي أسمه د.محمد عبد المعز علام، كان بيبعث لي الماتريال إللي كان لها علاقة بعمارة الأسكندرية و بالشهيدات منى وندى ونهر ، و أنا كان عليّ تحميل المصادر دي ع المدونة ووضعها في صورتها النهائية، في أحيانا كثيرة ما كنتش بجد باعرف أنام بعد الشغل فيها، خاصة لما ألمح صورتهم إللي حتلاقوها في المدونة وحتى في البوست إللي قبل ده، الصورة دي كانت بتسبب لي أرق، ما كنتش باقدر اتخلص منه غير لما اسيب قوضتي خالص، وأروح اترمي في حضن أمي في صمت
الحاجة الوحيدة إللي كانت بتطمني كانت مكالمة أستاذ أسامه بحر ليّ ، تقريبا كنا بتكلم كل يوم طوال فترة الإعداد للمدونة، ولغاية دلوقت، الحقيقة أنا مهما قلت قد إيه الراجل ده عظيم مش حاعرف أوفيه حقه، في مرة من المرات قبل ما أنتهي من تحميل كل المواد ع المدونة، كلمني وقال لي إنه عايز في بداية المدونة سورة الفاتحة وتحتيها آيات محددة في سورة البقرة بتوعد الصابرين، كنت ساعتها قاعدة جنب والدتي وأنا باكتب الآيات إللي أستاذ أسامه طلبها
تعرفي يا ماما، يعني في حكمة ربنا دايما بيعملها إحنا مش عارفنها، يعني مش ممكن أكون أنا طلعت مجموعة وبقى ليّ مدونة عشان في لحظة هو بس إللي يعلمها أساهم في المدونة دي، مش ممكن يكون دي الحكمة، إني أعمل المدونة... عارفة ليه؟ عشان برضوا ربنا يكافئني وفي يوم من الأيام، ألاقي غيري يعمل ليّ مدونة.
ومش حاقولكم طبعا ع وش والدتي كان عامل إزاي بعد الجملة دي، قعدت أقولها بعدها إن ما حدش ضامن عمره وم الأحسن بقى أسيب لها اليوزنيم والباسورد، أهو برضوا تبقى عندها، مع إنها مع زميلي برضوا
كنت باتكلم بجد وساعتها والدتي يا عيني قعدت تكش في نفسها ...وبجد بجد ما قدرتش أمنع نفسي إني أعاكسها بالرغم من الفزع إللي كانت فيه
-ما تقلقيش يا ماما، حاكتبهوملك في الأجندة
-أنا مش ناقصاكي ...أبعدي عني
-طب ع ظهر النتيجة
-بقولك. أبعدي عني .أنت شاكلك مش حيجيبها لبر!
طب ع الورقة دي
بقولك ابعدي عني!
طب ، بقولك إيه ، فين الخمسين جنيه، إللي أدتهوملك من كام يوم، عايزاهم تاني..
والدتي لاتزال ترفض أن أعطيها الباسورد بتاع المدونة، ولم أفتح الموضوع معها، ببساطة لأن الباسورد في الحفظ والصون مع أناس آخرون.
وبالرغم من كل هذا، في اللحظة إللي باكتب فيها البوست، فيه أحاسيس عندي مش عارفة أعبر عنها، هل مثلا لأني كنت راجعة من ساعات قليلة من صدور مجموعة محمد بكر الله يرحمه وبعدها علاطول كنت في عيد ميلاد واحدة صاحبتي، هل لأن أخواتي الاتنين مش معايا وكثير باحس بالوحدة، هل لأن الجيل بتاعتنا ده في النهاية كاركتر، زي اللمبي، بكل ما فيه من توخلوف وغلب وسخرية تبقى ما أنتش عارف، تحبه لأنه فيه منك ولا تاخد منه موقف لأنه تبع الناس التانيين، ببساطة الدنيا عندي ملخبطة الأيام دي، ويارب تتفك اللخبطة قريب، لأن الموضوع كده عجائبي جدا.
المدونة في صورتها النهائية هي
وشكر ع الماشي إلى محمد علاء الدين وشيماء أصراحة خنقة وكل من تفاعل مع المدونة حتى قبل أن تظهر إلى النور...