كان عندي إنفلونزا وكنت مجبرة على النزول لأسلم الطلبة في القسم مقالاتهم ، وكانت الشمس نسبيا مشرقة و كان لرؤية الطلبة في نفسي أثر طيب ، جلست على كرسي عليه كومه من الأظرف البيضاء والطلبة من حولي في كل مكان حتى على الترابيزة البنية القديمة التي تسع بالكاد فنجانين من القهوة وكوب ليمون، شعرت بالزهو وأنا المح نظرة الإعجاب في عيون الطالبات من حولي: إيه؟ هل هو مفعول لبس العيد؟ أكونش وحاشتوهم ولا حاجة؟
أرى شادي يبتسم لشيء كنت أقوله لا أراه يدعو للإبتسام . اتوقف عن الكلام : "هو فيه حاجة يا شادي"؟
- لا أبدا..أصل هو إللي عايز يمشي ويروح الحمام، و يشير بيده إلى الطالب الأسمر الآتي من جزر القمر.
ابتسمت رغما عني على ملامح شادي ، كتمت الغيظ بداخلي وأنا أردد "يارب أنت كريم، توب عليّ من العيال الحلوين دول والشغلانة دي بقى!"
بعد قليل، كنت أحدثهم عن مفهوم الثقافة:
- يعني مش لازم يكون اتنين من بلدين مختلفين عشان يكون ثقافتهم مختلفة، ممكن يكون اتنين من بلد واحدة بس لكل واحد فيهم ثقافة مختلفة..وألا أنتم رأيكم إيه؟ يمكن حد فيكم له رأي مختلف؟
وعلى طريقة مجلس الشعب، كانوا الطالبات الجالسين أمامي يهزون لي رأوسهم في إبتسام دلالة على الموافقة، وفي أقصى اليمين كانت طالبة ترفع صوتها وتقول لي إنها مش مقتنعة بكلامي وإن الناس إللي عايشين في البلد بيكون لهم ثقافة واحدة، فرحت أسألها:
-هو مثلا الناس إللي ساكنة في مصر الجديدة زي الناس إللي ساكنة في مدينة نصر؟
أكيد حتحسوا بإختلاف ، مصر الجديدة تعبر عن مصر الليبرالية، بس مدينة نصر مش كده، الناس فيها أميل إلى التحفظ،، مصر كانت زمان مختلفة بس لما جت التيارات الدينية لمصر من السبعينات المجتمع اتغير ، نسبة من الناس إللي ساكنين في مدينة نصر همه الناس إللي كانوا عايشين في الخليخ ورجعوا ، شوفوا طراز البالكونات في مصر الجديدة و البلكونات في مدينة نصر، حتحسوا إن فيه فرق.
والحقيقة إني مجرد ذكري للأخوان في معرض الكلام أثار ضحك الطلبة: "أيوة الأخوان"!
ورحت أعقب إني مش ضد الإخوان في حاجة ، بالعكس همه بيتعرضوا للإضطهاد و فيهم ناس كويسة.
ويبدو إني محظوظة في لخبطة الأفكار من حولي دائما! فقد جاءت لي بعد المحاضرة طالبة ترتدي الخمار وتقول لي في معرض الحديث إنها مش بتحب الأخوان!
وتماما كما تنظر للسماء و أنت تحاول أن تستشف إن كانت ستمطر أم لا، رحت أسألها في يأس، ليه؟ همه الأخوان بيعملوا إيه يعني؟
- الأخوان مش بيعملوا حاجة عشان الحكومة لّماهوم ، أنا أعرف ناس منهم كويس ، اتسجنوا وطلعوا من السجن ، واحد منهم قال لي إني لو كنت فضلت بره السجن، كنت حابهدل الدنيا، هو نفسه بيقول لي إنه ما كنش حافظ قرآن وما كنش يعرف حاجة عن الدين!
وفي الحقيقة (مرة أخرى!) إنها قالت كلام آخر عنهم لا أريد أن أذكره هنا، المؤكد إنها تركتني في حالة شديدة من الحيرة، ورحت أعارضها:
- بس ممكن يكون دول فكرهم وهابي ، فيه فرق ما بين الأخوان والناس إللي جايه من السعودية!
- لأ دول أخوان وبعدين أنا أبويا يعرف ناس منهم كويس.
وكسرطان البحر الذي يتقوقع على نفسه مع تلاطم الأمواج، بدأت ألملم حاجاتي سريعا وأتجه للعربية وأنا أريد أن أحتمي بها، وضعت المفتاح، وأنا أتصور نفسي في مشهد بانورامي أرى الطلبة من فوق وكأني أقود فور باي فور وليس ... ، اندفعت بالعربية و في طريق كلية التجارة، كنت ألوم نفسي "ما هو أصل إنت إللي جايباه لنفسك؟ مالك إنت ومال الإخوان؟ من أمتى يعني لك في السياسة؟ تعرفي تردي يا هانم! " ثم استدرت بالعربية وأنا أخرج من أسوار الجامعة تجاه الشارع الأكثر رحابة، ومع أول إشارة كنت أرفع بصري للسماء واتنهد "يارب أنا تعبت خلاص! ياعني ولا حسني نافع ولاجمال نافع! ولا حتى الأخوان؟" ورحت أتذكر المشهد الشهير لعبد السلام النابلسي "أبسطها يا باسط !" ، وبحركة تلقائية رحت أضع يدي على كتفي لأتأكد إن كانت حلة الملوخية لم تسقط بعد! من الآخر يعني أنا في إنتظار حلة الملوخية! ولا أبالغ إذا قلت إن مصر كلها في إنتظارها "افرجها بقى يا رب! لأجل حبيبك! افرجها بقى! "
أرى شادي يبتسم لشيء كنت أقوله لا أراه يدعو للإبتسام . اتوقف عن الكلام : "هو فيه حاجة يا شادي"؟
- لا أبدا..أصل هو إللي عايز يمشي ويروح الحمام، و يشير بيده إلى الطالب الأسمر الآتي من جزر القمر.
ابتسمت رغما عني على ملامح شادي ، كتمت الغيظ بداخلي وأنا أردد "يارب أنت كريم، توب عليّ من العيال الحلوين دول والشغلانة دي بقى!"
بعد قليل، كنت أحدثهم عن مفهوم الثقافة:
- يعني مش لازم يكون اتنين من بلدين مختلفين عشان يكون ثقافتهم مختلفة، ممكن يكون اتنين من بلد واحدة بس لكل واحد فيهم ثقافة مختلفة..وألا أنتم رأيكم إيه؟ يمكن حد فيكم له رأي مختلف؟
وعلى طريقة مجلس الشعب، كانوا الطالبات الجالسين أمامي يهزون لي رأوسهم في إبتسام دلالة على الموافقة، وفي أقصى اليمين كانت طالبة ترفع صوتها وتقول لي إنها مش مقتنعة بكلامي وإن الناس إللي عايشين في البلد بيكون لهم ثقافة واحدة، فرحت أسألها:
-هو مثلا الناس إللي ساكنة في مصر الجديدة زي الناس إللي ساكنة في مدينة نصر؟
أكيد حتحسوا بإختلاف ، مصر الجديدة تعبر عن مصر الليبرالية، بس مدينة نصر مش كده، الناس فيها أميل إلى التحفظ،، مصر كانت زمان مختلفة بس لما جت التيارات الدينية لمصر من السبعينات المجتمع اتغير ، نسبة من الناس إللي ساكنين في مدينة نصر همه الناس إللي كانوا عايشين في الخليخ ورجعوا ، شوفوا طراز البالكونات في مصر الجديدة و البلكونات في مدينة نصر، حتحسوا إن فيه فرق.
والحقيقة إني مجرد ذكري للأخوان في معرض الكلام أثار ضحك الطلبة: "أيوة الأخوان"!
ورحت أعقب إني مش ضد الإخوان في حاجة ، بالعكس همه بيتعرضوا للإضطهاد و فيهم ناس كويسة.
ويبدو إني محظوظة في لخبطة الأفكار من حولي دائما! فقد جاءت لي بعد المحاضرة طالبة ترتدي الخمار وتقول لي في معرض الحديث إنها مش بتحب الأخوان!
وتماما كما تنظر للسماء و أنت تحاول أن تستشف إن كانت ستمطر أم لا، رحت أسألها في يأس، ليه؟ همه الأخوان بيعملوا إيه يعني؟
- الأخوان مش بيعملوا حاجة عشان الحكومة لّماهوم ، أنا أعرف ناس منهم كويس ، اتسجنوا وطلعوا من السجن ، واحد منهم قال لي إني لو كنت فضلت بره السجن، كنت حابهدل الدنيا، هو نفسه بيقول لي إنه ما كنش حافظ قرآن وما كنش يعرف حاجة عن الدين!
وفي الحقيقة (مرة أخرى!) إنها قالت كلام آخر عنهم لا أريد أن أذكره هنا، المؤكد إنها تركتني في حالة شديدة من الحيرة، ورحت أعارضها:
- بس ممكن يكون دول فكرهم وهابي ، فيه فرق ما بين الأخوان والناس إللي جايه من السعودية!
- لأ دول أخوان وبعدين أنا أبويا يعرف ناس منهم كويس.
وكسرطان البحر الذي يتقوقع على نفسه مع تلاطم الأمواج، بدأت ألملم حاجاتي سريعا وأتجه للعربية وأنا أريد أن أحتمي بها، وضعت المفتاح، وأنا أتصور نفسي في مشهد بانورامي أرى الطلبة من فوق وكأني أقود فور باي فور وليس ... ، اندفعت بالعربية و في طريق كلية التجارة، كنت ألوم نفسي "ما هو أصل إنت إللي جايباه لنفسك؟ مالك إنت ومال الإخوان؟ من أمتى يعني لك في السياسة؟ تعرفي تردي يا هانم! " ثم استدرت بالعربية وأنا أخرج من أسوار الجامعة تجاه الشارع الأكثر رحابة، ومع أول إشارة كنت أرفع بصري للسماء واتنهد "يارب أنا تعبت خلاص! ياعني ولا حسني نافع ولاجمال نافع! ولا حتى الأخوان؟" ورحت أتذكر المشهد الشهير لعبد السلام النابلسي "أبسطها يا باسط !" ، وبحركة تلقائية رحت أضع يدي على كتفي لأتأكد إن كانت حلة الملوخية لم تسقط بعد! من الآخر يعني أنا في إنتظار حلة الملوخية! ولا أبالغ إذا قلت إن مصر كلها في إنتظارها "افرجها بقى يا رب! لأجل حبيبك! افرجها بقى! "
6 comments:
العزيزة شيماء
خالص تحياتي وتقديري لهذا الإحساس الطيب البسيط وعلى مايبدو أنني أمام اكتشاف حقيقي لم يتح لي التعرف عليه من قبل.
على العموم هناك حوار مطول أتمنى أن يكون قريبا إذا سمحت الظروف بذلك.
إيهاب الملاح-بص وطل
شكرا يا إيهاب...
أنا نفسي في إنتظار لهذا الحوار المطول، لأن الموضوع ده مستحوز على حيز من تفكيري الأيام دي وفعلا لا أجد إجابة..بس أديني بحاول أهو!
شرفت بالزيارة...
الاخت الفاضله / شيماء
كثيرا من كلمات الحق يراد بها باطل فلايكون قياسك على الاخوان او على غيرهم مما يقولون بل يكون من خلال مما يفعلون وكما قال الامام على كرم الله وجهه اعرف الرجال بالحق ولاتعرف الحق بالرجال
لذا فلاخوان مواقف كثيره حادوا عن الحق وقدموا مصالحهم السياسيه على كلمه الحق وندعوا الله لهم ولنا بان يجعل عملنا خالص لوجهه تعالى
وتقبلى فائق الاحترام
يا أستاذ ياحث...
ما هو ما يقولون جزء مما يفعلون..!
ده عامة
بس خاصة بقى ...الأخوان بالنسبة لناس كثير الأمل الأخير والوحيد ، وما بين اليأس والرجاء يظل السؤال قائما!
Dear Shiamaa,
this the first time i visited your site, it looks nice specially what you write about that the egyptions sti waiting for halet El Molokhia, any way it says more that thounds words, The egyptions and i am one of them are very patient. i am a gree with you that my lovely country has changed in the last 20 years, About teh muslim Brotherhoods, of course some of them are very good people but i do not trust them at all. when i studied in Al Alsun i saw them, i talked with them they think that they have the whole truth, and i believe there are many truths, there is no one truth. it depends on which culture, which religion and which educatio you have. When i studied in Egypt there were a few women with higab but now most of them have it, i am not agianst Higab or Nikab but it is not a symbol for good or bad. In Al Alsun i had a lot of friends who have no Higab but they were and they are a very honst and nice ladies. Anyway i am aan egyption guy who lives in Holland since 1995, but i love my country very much and i follow some egyption bloggers like you . i wish you a very nice day, it nice to listen to Fairous on you site and i like mohamed Mounier also, a wonderful man.
Sherif Anwar Ahmed Holand
Dear Sherif,
I was really thrilled with delight when I read ur post. As a start, I v 2 tell u that u made my day, I could not ever imagine that s.one from Holland finds in my blog a link 2 his country. That 's great beggad. Da Karam min rabena we-keda :)
As for the changes, I totally agree with u, I also have nothing against Higab, u know the important thing 4 me is 2 v a lady who wears moderate clothes, whether this happens with a scarf or not.
As for the Muslim-brotherhood, unfortunately, I did not meet any of them in person 2 judge. It is all based on what I hear about them. May be I really need 2 meet some of them 2 have an idea.
But on the other hand, I cannot deny that I sympathise with them because they are suffering a lot, all people who go 2 the demonstrations suffer in this country, and the Muslims Bro. take a big piece of the cake! They are actually doing what most of us cannot do; we are timid, peaceful but at least, they are less coward than us; that is why I v always been asking myself if there 'd be hope in them. U know, it's a very complicated issue, it really is and I donot see a way out, as long as most Egyptians are not active and do not want 2 be!
Anyway, this issue needs a sepeate post in itself (why Egyptians are so cowards? ) including me of course! I v never participated in a demonstration,4example.
So, let me thank u agian 4 ur post. And enjoy Fairouz and Mounir and do not stop posting me. OK?
Wishing u a lovely day :)
Post a Comment