في أحيان كثيرة أشعر أني امتلك العالم، حين تكون أمي راضية عني وأمر عبر المرآة فاكتشف إن لوجهي ملامح جميلة، أو حين يتحقق الحلم، وأقف على المنصة في مدرج 203 ، أحمل الميكروفون في يدي و أقف أشرح مادة المقال ، أو حين تطبع عائشة ابنة أخي ذات الشبر والنص قبلة على خدي، فأصحو من النوم لأجدها تهرب من الغرفة، أو حين أكتشف أن شخصيات ظننتها قاسية وجافة تحمل داخلها دفئا لم اتخيله من قبل، كأن تقابلني مشرفتي على الماجستير في القسم ، فأجد ملامح وجهها المنهكة تضيء وأنا أحدثها ، وكأنها تستمع إلى ابنتها الحقيقية وليس مجرد طالبة...
وأحيانا أحس أني على باب الله، شخص خجول بالرغم من كل شيء، عائشة في موسكو و مريم وسلمى في ألمانيا، والميكروفون في يدي حائر بين نظرات الطلبة الهائمة و التوبك سينتس، والبارجرافز ، أتنهد ، فأجد الجالسين أمامي يشاركوني نفس الشعور ، "منة" تجيئ لي بعد المحاضرة وتقول إنها بتكسف ومش بتعرف تجاوب ، و"محمد" يجيء كي يحدثني في شيء لا أتذكره، أخرج من المدرج لأجد ولاد وبنات متصاحبين، يجلسون على الرصيف ، يحملقون في وكأني آتي من كوكب آخر، أركب العربة لأجد طالب "مهذب" قد تلكأ أمامي وهو يبتسم "أيوة ما تدوسيني"!
أعود للبيت لأجد أمي تصلي العصر، تتوقف لحظة عن التسبيح لكي تطمئن أني بخير، وتعاود التسبيح من جديد...أذهب الغرفتي و أتكعبل في الكتب و المجلات الملقاة على الأرض، ألقي نفسي على السرير وأنا أنظر إلى المساحة الخضراء الواسعة المواجهة لغرفتي، أحس بالملل ، و أقرر أن أذهب لحجرة والدتي، تكون قد أكملت هي الصلاة، ارتاح في حضنها ، وأحس أن الزمن توقف بي وأني في سلام مع كل شيء ، دقائق ويرن جرس الباب كصوت القطار لأجد أمامي والدي، تتهلل أساريره حينما يراني ، وأنا أيضا. أعدل من خطتي وبدلا من أن أذهب لحجرتي، أذهب للمطبخ وأنا أقرر أن أعد شاي للجميع. أقف أنتظر السخان كي يطلق صفارته.. أضع السكر في الكوبايات الزجاج و قلبي يموج بمشاعر كثيرة لا أفهمها وأصب الشاي...
وأحيانا أحس أني على باب الله، شخص خجول بالرغم من كل شيء، عائشة في موسكو و مريم وسلمى في ألمانيا، والميكروفون في يدي حائر بين نظرات الطلبة الهائمة و التوبك سينتس، والبارجرافز ، أتنهد ، فأجد الجالسين أمامي يشاركوني نفس الشعور ، "منة" تجيئ لي بعد المحاضرة وتقول إنها بتكسف ومش بتعرف تجاوب ، و"محمد" يجيء كي يحدثني في شيء لا أتذكره، أخرج من المدرج لأجد ولاد وبنات متصاحبين، يجلسون على الرصيف ، يحملقون في وكأني آتي من كوكب آخر، أركب العربة لأجد طالب "مهذب" قد تلكأ أمامي وهو يبتسم "أيوة ما تدوسيني"!
أعود للبيت لأجد أمي تصلي العصر، تتوقف لحظة عن التسبيح لكي تطمئن أني بخير، وتعاود التسبيح من جديد...أذهب الغرفتي و أتكعبل في الكتب و المجلات الملقاة على الأرض، ألقي نفسي على السرير وأنا أنظر إلى المساحة الخضراء الواسعة المواجهة لغرفتي، أحس بالملل ، و أقرر أن أذهب لحجرة والدتي، تكون قد أكملت هي الصلاة، ارتاح في حضنها ، وأحس أن الزمن توقف بي وأني في سلام مع كل شيء ، دقائق ويرن جرس الباب كصوت القطار لأجد أمامي والدي، تتهلل أساريره حينما يراني ، وأنا أيضا. أعدل من خطتي وبدلا من أن أذهب لحجرتي، أذهب للمطبخ وأنا أقرر أن أعد شاي للجميع. أقف أنتظر السخان كي يطلق صفارته.. أضع السكر في الكوبايات الزجاج و قلبي يموج بمشاعر كثيرة لا أفهمها وأصب الشاي...
10 comments:
//
شيماء زاهر
.
.
سرد ممتع، لتفاصيل حياتية تحتاج إلى المزيد من التأمل لرصدها
..
إقتناص جميل، ولغة حية، تتابع الأحداث بشغف، يمسك بالقارىء ليتابع
..
أحييك
" كلنا غرقي
نروم النجاة
فإذ نجونا
أغرقنا الرضا "
سيد العارفين
تحية و زيارة أولي
محمد العشري:شكرا لك مليوون مرة بجد. ويارب أكون عند حسن ظن القراء والزملاء دايما...
سيد العارفين: نورت المدونة وأتمنى ألا تكون الزيارة الأخيرة...
Thanks a lot, Mohamed.
You really made my day, and keep reading and telling me ur feedback, we-keda :)
أنتي عاملة زي المخرج لما بيختار أقل عدد من المشاهد يعبر بيها عن مشهد
بجد جميلة أوي
وبجد بتمنالك الأستمرار دايماً
سلام عليكم
شكرا يا ضياء...و تسعدني زيارتك دايما
:))
كلام جميل جدا يا شيماء وبيعبر عن مدى حبك للناس وحسن معاملتك لوالديك ده شئ رائع وان شاء الله في ميزان حسناتك
لااعرف ماذا يسعنى ان اناديكى به سوى كلمه ايتها الاديبه الرائعه حقا هذا هو مااحسست يه حين قراءت تلك الخواطر استرسال الاحداث وترابطها بدون حقا انت تستحقى لقب الاديبه القصاصه والى الامام دائما
الباحث عن الحقيقية: شكرا لك..!
سامر رفعت: هذا كل ما أرجوه..أن يبقى في ميزان حسناتي..وشكرا جزيلا لرأيك..واعتذر عن عدم التعليق قبل ذلك..لم أنتبه سوى الآن إني لم أقم بالتعليق مع إني اعتقدت إني فعلت بذلك..معلش بقى الزهايمر!
Post a Comment