على الباب المغلق وقفت تحمل الزهور وتدق بضربات فرحة متتابعة عليه...طك طك طك..الصخب والضحكات الآتية من الداخل كان يوحي لها بإنه لابد بالداخل... لن تقول له شيئا، فقط ستعطيه الزهور التي اختارتها ورتبتها بعناية منذ الأمس، وتمضي...
لم يرد أحد. عاودت الدق من جديد ، ومسافة قبضتي قلب، فُتح الباب ودلفت للداخل تبحث عنه وسط أعداد البشر الغارقة في هيستريا الضحك...فتشت عنه جيدا وعادت سريعا إلى الخارج وهي تحكم قبضتها على باقة الزهور. نزلت أدراج سلالم البيت، و هي تطيل النظر للزهور الناعسة في باقتها. عبرت الشارع الممتد ثم أخذت تحادث نفسها:"الحمد لله إنه لم يكن موجودا. فربما أعطته الزهور ولم تعجبه". ثم رفعت الزهور إلى أعلى في مواجهة عينيها وأكملت: "وربما كان يستحق زهورا أكثر جمالا وبهاء من تلك الزهور التي أحملها".
سرحت قليلا وهي تنظر لمحل الورد البراق على ناصية الشارع، و بملامح رضا باهت تعلو وجهها أسلمت الزهور إلى بائعة الكلينكس العجوز التي تفترش الرصيف...التفت وأخذت تنفض الغبار الطيب الندي المترسب على يديها. ثم أكملت الطريق في صمت...
لم يرد أحد. عاودت الدق من جديد ، ومسافة قبضتي قلب، فُتح الباب ودلفت للداخل تبحث عنه وسط أعداد البشر الغارقة في هيستريا الضحك...فتشت عنه جيدا وعادت سريعا إلى الخارج وهي تحكم قبضتها على باقة الزهور. نزلت أدراج سلالم البيت، و هي تطيل النظر للزهور الناعسة في باقتها. عبرت الشارع الممتد ثم أخذت تحادث نفسها:"الحمد لله إنه لم يكن موجودا. فربما أعطته الزهور ولم تعجبه". ثم رفعت الزهور إلى أعلى في مواجهة عينيها وأكملت: "وربما كان يستحق زهورا أكثر جمالا وبهاء من تلك الزهور التي أحملها".
سرحت قليلا وهي تنظر لمحل الورد البراق على ناصية الشارع، و بملامح رضا باهت تعلو وجهها أسلمت الزهور إلى بائعة الكلينكس العجوز التي تفترش الرصيف...التفت وأخذت تنفض الغبار الطيب الندي المترسب على يديها. ثم أكملت الطريق في صمت...
8 comments:
جميلة
عمق فلسفي
وتكثيف للحظة
عجبتني النهاية
كنت بس بسلم عليكي
تحياتي
تامر العفيفي
كويس إن النهاية عجبتك لأني كنت محتارة فيها شوية...
وشكرا بجد لكلامك الجميل والله يسلمك وتحياتي لك :)
انا بصراحة النهاية حاسس انها مش حلوة قوي ..
وحاسس انها جات فجأة ..!!
او يمكن لأني مكنتش متوقعها تكون بسيطة بالدرجة دي ؟؟
موقف نفسي معقد مش متوعدين عليه في الكتابات المصرية التافهة في الأغلب الأعم!
أحمد سلطان: أولا أنت منور البلوج سواء النهاية عجبتك ولا لأ، وبصراحة أنا كمان مش حاسه إن النهاية جت فجأة، وكانت مبررة من الأول:
"لم يرد أحد" ، "فقط ستعطيه الزهور وتمضي" ، "الزهور الناعسة" ، "البشر الغارقة في هيستريا الضحك"
ده حتى الشخص إللي مفروض رايحه البنت تقدم له الورد ما لوش أي وصف ولا حضور في القصة وكأنه سراب مثلا، ولحظة إدراكها إن الورد فقد قيمته، وإن الخكاية كلها غريبة ، هي اللحظة إللي قررت تتخلص فيها من الورد، فين البساطة بقى يا عم! دي كلها عقد والله :)
علاء: شكرا للكلام الجميل ، الواحد بيحاول يكتب حاجة كويسه، وربنا يسهل بقى في المجموعة الجاية..أدعي لي !
انا حبيت البوست ده أوي
مش عارف أفسره غير أنه يتحب ..موقف لذيذ
ضياء: زي ما هي حبها وكده :)
Thank u..
الاديبه الرائعه شيماء
ان اروع المواقف الفلسفيه فى الحياه تلك المواقف التى تاتى بعفويه مطلقه منا للانها تعكس مافى النفس البشريه من متناقضات غريبه
فعلا قصه رائعه اتمنى لك التقدم والاستمرار
Post a Comment